السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرغب بالزواج من شاب، لكنه متزوج، وهو يرغب في، ولكن الظروف المالية تمنعه من الخطبة الآن، وينتظر لمدة حددها لي.
الآن نحن على اتصال ببعضنا، ويقسم لي أنه صادق، وكثيرا ما أسبب له قلقا بسبب قلقي، ويؤكد لي أنه صادق، إلى أن اتهمته بأنه يتلاعب بي، فحزن بشدة لعدم ثقتي به.
ماذا أفعل؟ ونحن بالفعل نريد الحلال.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيتها الأخت- في موقع استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يفتح لك أبواب الخير، وأن ييسر لك زوجا صالحا تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك.
خير ما نوصيك به -أختنا الكريمة- أن تتوجهي إلى الله تعالى وتحسني علاقتك به، بأداء فرائضه عليك، لا سيما الصلوات الخمس، وتكثري من دعائه واستغفاره، فإنه سبحانه وتعالى بيده خزائن السموات والأرض، وخزائنه ملأى، لا تغيضها نفقة، وبيده كل خير، وهو القادر سبحانه وتعالى على إسعادك في دنياك وآخرتك، فأحسني الظن به سبحانه، وأكثري من دعائه واستغفاره، واطلبي منه أن يرزقك وييسر لك الزوج الصالح الذي تسعدين به، وتتحقق به مصالحك في دنياك وآخرتك.
كوني على ثقة -أيتها الأخت الكريمة- بأنك إذا كنت حسنة العلاقة بالله، متقية له فإنك موعودة بالخير كل الخير، فقد قال سبحانه وتعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}، وقال سبحانه: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}.
هذا خير ما تشتغلين به، وهو بوابة السعادة التي إذا فتحتها على نفسك سعدت في دنياك وآخرتك.
أما علاقتك بهذا الشاب، فالذي ننصحك به أن تقطعي هذه العلاقة الآن، فإن هذه علاقة متضمنة لكثير من المحاذير الشرعية، وارتكاب ما حرم الله عز وجل عليك، فإن الله تعالى حرم على النساء أن تتحدث المرأة إلى الرجل الأجنبي بحديث فيه خضوع ولين، فقال سبحانه: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}، ونهى المرأة أن تختلي برجل أجنبي عنها، فقال عليه الصلاة والسلام: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان)، وأمر الله عز وجل المؤمنات بغض الأبصار، فقال سبحانه: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} إلى غير ذلك.
لا شك أن هذه العلاقة متضمنة لمحاذير شرعية كثيرة، فأخشى ما نخشاه عليك أن يكون تجاوزك لحدود الله وارتكاب ما حرم الله سببا لحرمانك من الرزق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
لا بأس بأن تبلغي هذا الأخ برغبتك الصادقة في الزواج به إذا كان يريد الزواج، وإلى أن تتيسر ظروفه سيجد الباب أمامه مفتوحا إن شاء الله تعالى، إذا كان صادقا في رغبته بالزواج منك، وإن لم يكن صادقا فبسلوكك لهذا الطريق، وفعلك بهذا التوجيه، ستسدين على نفسك أبواب الشرور الكثيرة.
كوني على ثقة أيتها الأخت، بأن الله عز وجل أرحم بك من نفسك، وأنه لن يقدر لك إلا الخير، فإن علم الله بأن في زواجك بهذا الشاب خيرا لك فسييسر الله سبحانه وتعالى لك الأسباب الموصلة إلى ذلك، وإن علم خلاف ذلك فسيصرفه عنك.
اجتهدي أنت في طاعة الله، والتقرب إليه، وكثرة استغفاره، وخذي بالأسباب التي توصلك إلى التزوج بالرجل الصالح، ومن أهم ذلك أن تتعرفي إلى النساء الصالحات الطيبات، وتصاحبيهن في أكثر أوقاتك، وتستعيني بهن على التعرف على الزوج الذي يرغب في الزواج منك.
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويرضيك به، ويرزقك زوجا صالحا وذرية طيبة.