السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤالان:
الأول: أنا فتاة أبلغ من العمر 20 سنة وشهرين، وأعاني من مرض الصرع منذ خمس سنين، ونوع الصرع جزئي، أي تحدث نوبات تشنجية بدون الغياب عن الوعي مرات متلاحقة في نفس النوبة، ولكن –والحمد لله- لم أر أي نوبة منذ سنة بعد استخدامي لدواء كبيرا، وقد مررت بظروف نفسية سيئة، وتوترات نفسية كثيرة ومتلاحقة؛ مما أدى إلى تكرر النوبة ولكن بشكل أخف، فهل المؤثرات النفسية تلعب دورا في إثارة النوبة الصرعية؟
الثاني: لاحظت منذ حوالي شهرين أني كثيرة النسيان بشكل متكرر وملاحظ، وعندي صداع في جزء واحد من الرأس ويمتد إلى بقية الرأس، ويصاحبه خمول، وكسل، ورؤية مشوشة وغير واضحة.
وشكرا لكم، وآسف على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نجى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن دواء (كبرا) من الأدوية الجيدة والممتازة، وأنا أنصحك بمواصلة العلاج، والالتزام القاطع بتناول الجرعة في وقتها، وكذلك متابعة طبية منتظمة مع طبيبك المعالج، هذا الأمر الأول.
الأمر الآخر: لا شك أن الضغوطات النفسية، والانفعالات السلبية، ربما تكون أحد العوامل التراكمية التي قد تثير مرض الصرع، ولا نقول أنها مسبب، والاحتقانات النفسية نحن دائما لا نفضلها؛ ولذا أنصحك بأن تحاولي أن تكوني أكثر استرخاء، وأن تأخذي الأمور ببساطة وسهولة أكثر، وأن تعبري عما في ذاتك، وأن تمارسي تمارين الاسترخاء، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة البسيطة التي تناسب الفتاة المسلمة، هذا كله - إن شاء الله - يقلل من هذه التوترات.
هناك أيضا علاقة ما بين مرض الصرع والحالة النفسية، ففي حالات القلق الشديد وجد أن المرض الصرعي العضوي قد تأتي معه تشنجات صرعية ذات طابع نفسي، وهذا كثيرا ما يعقد الأمر، وقد كانوا يسمونه في السابق بالصرع الهستيري، وأنا لا أفضل هذه التسمية، ولكن الذي أود أن أقوله أن التشنجات نفسها يمكن أن تكون نفسية المنشأ، وكثيرا ما نشاهد الكثير من الفتيات خاصة اللاتي يكن تحت الضغوط النفسية تحدث لهن هذه النوبات التشنجية، وهي بالطبع ليست نوبات عضوية أبدا، إنما هي نفسية المنشأ، وليس هنالك حاجة لعلاجها بأدوية قوية.
إذن: العلاقة واضحة ما بين التوترات النفسية، ووجود القلق، ومرض الصرع، وخلاصة الأمر هو أن الإنسان يحاول أن لا يغضب، وأن يكون متسامحا، وأن يتجنب المواقف التي تؤدي إلى العصبية والتوتر، وأن يكثر من الاستغفار، فهذا - إن شاء الله - فيه فائدة كبيرة.
بالنسبة لكثرة النسيان، وضعف التركيز، فهذا قد يكون دليلا على وجود القلق والتوتر النفسي، وهذا عامل مهم.
بالنسبة لمرض الصرع، فبعض الأدوية التي تستعمل لعلاج الصرع ربما تؤدي إلى شيء من ضعف التركيز، ولكن الـ (كبرا) ليس من الأدوية التي تسبب هذا الشيء؛ ولذلك فأنا أعتقد أن الأمر كله مرتبط بالقلق والتوتر، ومن هنا أنصحك مرة أخرى بممارسة تمارين الاسترخاء، فهي إن شاء الله جيدة ومفيدة جدا بالنسبة لك.
إذا كنت فعلا تعانين من احتقانات وهموم وتوترات نفسية شديدة فلا مانع بعد التشاور مع طبيبك أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق، بشرط أن لا يكون من الأدوية التي قد تثير النوبات الصرعية؛ لأن بعض الأدوية قد تثير النوبات الصرعية، ومن الأدوية السليمة والجيدة عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، يمكنك تناوله بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم يمكن التوقف عن تناوله.
حتى الصداع في جزء واحد من الرأس وما يصاحبه من خمول أيضا قد يكون مرتبطا بالقلق، ولكن الصداع إذا كان معه غثيان أو شيء من هذا القبيل ربما يكون صداعا نصفيا، وفي هذه الحالة يجب أن تتجنبي أطعمة معينة مثل الأطعمة التي تحتوي على مادة (تيرامين)، مثل التي في الشكولاتا والقهوة وبعض الألبان.
تناولي الدواء الذي ذكرناه لك وهو الفافرين، وسوف يساعدك كثيرا -إن شاء الله- في علاج هذه الحالة، وربما يكون أيضا من المستحسن أن تراجعي طبيب العيون لتتأكدي من مستوى النظر لديك، وسيكون أيضا جيدا إذا لاحظت أي مشاكل في الأنف أو الأذن أو الحنجرة أن تقومي بعلاجها.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.