السؤال
السلام عليكم..
طفلتي عمرها خمس سنوات، عنيدة، وتصرفاتها غريبة جدا، لم تكن تعملها عندما كان عمرها صغيرا، مثل قص شعرها، وتخفي الشعر الذي قصته، تعرف أنها عملت شيئا غير صحيح.
وكذلك كل شيء عندنا في البيت كسرته، حتى مكياجي، لم تترك شيئا إلا خربته في البيت، وتحب الأكل على الأرض مثل الأطفال الصغار، وعندما أنام في الليل وأصحو في الصباح، لا شيء في البيت على وضعه، البيت فوضى بشكل لا تتصوره، كأن عندي في البيت عشرة أطفال، وهي تتصرف عكس أخيها الأكبر، عمره 9 سنوات، يسمع الكلام، ومطيع، وغير عنيد، عكسها تماما، وليس عندي غير هذا الابن، وهذه البنت، وبنت صغيرة عمرها 9 شهور.
اتبعنا معها كافة الوسائل، من التشجيع، وشراء الهدايا، وكذلك التوبيخ البسيط مع النصح، وكذلك الضرب، دون جدوى!
أرجوك أن ترشدني إلى الأسلوب الأفضل مع هذه الطفلة؛ لأن صراحة تصرفاتها نغصت حياتي، لدرجة أني مرة بكيت أمامها بشدة، وقلت لها أنت لا تحبينني لماذا تفعلين بي هكذا، وبكت، وقالت لي أحبك، لكن دون فائدة، ترجع لتصرفاتها، لم يبق عندي شيء جميل في البيت، كل شيء كسرته وخربته!
الرجاء ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة عبد الله العتيبي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الطفلة – حفظها الله تعالى – لابد أن يتم تقييمها بصورة صحيحة، ومن أهم الاضطرابات التي قد تسبب مثل هذا التصرف لدى بعض الأطفال، هي أن الطفل يكون كثير الحركة، وضعيف الانتباه، وداء الحركة المفرط حقيقة يحتاج إلى علاج تخصصي، فهنالك أدوية يمكن أن تستعمل بعد عمر خمس سنوات، كما أن البرامج السلوكية يجب أن تكون مكثفة، وهذه البرامج تقوم على طريقة التشجيع، ولكن التشجيع يجب أن يكون بصورة علمية، وأفضل طريقة هي طريقة النجوم، وهي معروفة:
تثبت لوحة بالقرب من سرير الطفلة، وتلصق نجمتان أو ثلاث في مقابل الفعل الإيجابي الذي قامت به، وتسحب منها نجمة أو نجمتين حين تقوم بالفعل السلبي، ولابد أن يشرح لها هذا البرامج بدقة وتفصيل، وتعرف أن ما تكتسبه من نجوم ستعطى في مقابله هدية محببة بالنسبة لها، وقيمة الهدية بالطبع سوف يعتمد على ما تكسبه من نجوم.
هذا مهم وضروري، وبجانب ذلك محاولة تجاهل تصرفات الطفلة السلبية سوف يساعد حقيقة في أن لا تعطيها المردود الذي يشجعها على الفعل السلبي، بعض الأطفال يحاولون شد الانتباه إليهم من خلال القيام بمثل هذه الأفعال السلبية.
إذا كان هنالك أي مؤشرات أن هذه الطفلة تعاني من زيادة في الحركة فأرجو أن تقومي بعرضها على الطبيب النفسي المختص في أمراض الأطفال، والطبيب سوف يقوم بتقييمها التقييم الصحيح، وكذلك لابد من التأكد من مستوى الذكاء لديها، هذا أيضا أحد المحددات الضرورية في مثل هذه الحالات، وإذا كان هنالك أي مؤشر في ضعف التركيز، وفرط الحركة، فلابد أن يتم علاجها بواسطة المختص.
أيتها الفاضلة الكريمة! بعض الأمهات كثيرا ما يضعف لديهن تحمل الطفل، تجد أن الطفل يسير على نفس النمط السلوكي، بمعنى أن الطفل فعلا قد تكون له تصرفات سالبة مستمرة على نفس النمط، ولكن في مرحلة معينة تجد أن الأم قد قل صبرها، وفي مثل هذه الحالات نحن نقوم أيضا بتقييم الأم، هل هي تعاني من قلق؟ هل هي تعاني من اكتئاب؟ هل هنالك ضغوط نفسية عليها؟
هذا الذي ذكرته ليس من الضروري أن ينطبق عليك أيتها الفاضلة الكريمة، ولكنها حقيقة علمية مهمة.
ختاما: أرجو أن أذكر وأؤكد أن من أكبر وسائل النجاح للعلاج السلوكي هو أن يقوم جميع أفراد الأسرة بتطبيقه: الوالد، الوالدة، الإخوة؛ لأن اتباع منهج واحد في التعامل مع الطفل يسهل كثيرا في تعديل سلوكه.
هذه الطفلة لاشك أنها الآن مقدمة على دخول المدرسة، وإن شاء الله تفاعلها مع الأطفال الآخرين يكسبها خبرات جديدة تكون إيجابية أيضا، فأرجو أن تتيحي لها الفرصة بقدر المستطاع للتفاعل والتمازج مع الأطفال الآخرين.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لها الصحة والعافية، وأن يجعلهم قرة عين لك ولوالديهم.