السؤال
أنا شاب أبلغ من العمر 35 سنة، أريد أن أطلب العلم الشرعي، وكلما حاولت أن أحفظ وأفهم أجد صعوبة في الحفظ والفهم، وأريد كذلك أن أعود نفسي على القراءة في أمور الدين والدنيا، ولكني لم أوفق إلى ذلك، فما هي نصيحتكم بشأن موضوعي؟
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أيها الأخ الحبيب في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يفتح عليك بخير الدنيا والآخرة، وأن يفقهك في دينه، ويعينك على طاعته.
نحن نشكر لك - أيها الحبيب - حرصك على طلب العلم، وهذا يدل على رجاحة عقلك؛ فإن طلب العلم الشرعي من أفضل القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وقد وردت الأحاديث الكثيرة والآيات الكثيرة في فضل العلم وأهله، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك حظا منه.
لا ريب أيها الأخ الحبيب أن طلب العلم يحتاج إلى بذل الوسع والجهد والطاقة في تحصيله، ونحن نوصيك بجملة وصايا:
1) أن تحاول التعرف على أهل العلم المربين المعلمين في بلدك، المعروفين بسلامة العقيدة وصلاح الظاهر، فتكثر من مجالستهم، وتسترشد بآرائهم في كيفية التعلم، فإن أفضل ما يستعين به الطالب هو تحصيل الشيخ الذي يعلمه ويربيه.
2) لا تكلف نفسك فوق طاقتك، فالتدرج خير وسيلة للتعلم، حاول أن تضع لنفسك برنامجا يوميا يتضمن حفظ شيء من آيات الكتاب العزيز بقدر الطاقة، ولو ثلاث آيات أو أربع آيات في اليوم الواحد إذا قدرت على ذلك، وكذلك حاول أن تتفقه أولا في الأمور الواجب عليك تعلمها، فهناك علم واجب على كل المكلفين أن يتعلموه كعلم أصول الدين، أي معرفة أصول الإيمان التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم والتي تعرف بأركان الإيمان، فيعرف الإنسان معنى الإيمان بالله، وكيف يتحقق، ومعنى الإيمان بالرسل.. وهكذا.
وهناك علم واجب في الفرائض العملية، فيجب على المسلم أن يتعلم أحكام الصلاة وأحكام الصيام، وإذا كان ذا مال فيجب عليه أن يتعلم أحكام الزكاة، وكذلك إذا كان مستطيعا فيجب عليه أن يتعلم أحكام الحج والعمرة، فهذه العلوم واجبة بإجماع المسلمين كما حكى غير واحد من العلماء هذا الإجماع.
فبادر أولا إلى تعلم هذا القدر الواجب عليك، واسترشد بما قلنا بأهل العلم وهم في بلدك - والحمد لله تعالى - كثير.
3) عود نفسك أن تقرأ على أحد طلبة العلم الماهرين شيئا من الكتب كالسيرة النبوية أو شيئا من تفسير القرآن الكريم، ونحو ذلك، وبالتدريج ستجد نفسك تقطع أشواطا بطيئة لكنها مثمرة، وستجد نفسك أنك تحصل كل يوم شيئا يسيرا لكنه نافع، وبمداومة المذاكرة والقراءة، وتكرار ما قرأته كل يوم، ستجد نفسك قد حصلت قدرا لا بأس به من العلم الشرعي.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهنا وإياك في دينه، وأن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.