أخطأت في حق صديقي وأريد مصالحته لكنه يرفض!

0 34

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

لي صديق في مجال عملي، كنا نعتبر أحسن وأقوى صداقة في السكن، لأننا في غربة، واختلفنا مع بعضنا ماديا في مصلحة، وكان يشعر أني ظلمته، المهم أنني أحسست بغلطتي وذهبت له كي أرضيه بأي وسيلة، ولكنه رفض وقال اقطع العلاقة إلى الأبد، وهذا بسبب زملاء لا يتقون الله، ويقومون بإشعال نار الفتنة بيني وبينه، ونجحوا في ذلك.

حاولت خمس مرات إصلاح الخطأ وإعطاءه حقه، ولكنه رافض، وأخشى أن أترك شيئا في رقبتي، ولا أحب أن أظلم أحدا، ولا أعرف ماذا أعمل، فهو يرفض تماما، وأنا حاولت، فهل علي ذنب؟ وآخر مرة قلت له إن الله غفار، ولكن دون جدوى، أرجو الإفادة، ولكم الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، وقد أحسنت برجوعك إلى الحق واعترافك بالذنب، وطلبك للعفو والمسامحة من صديقك، وهذا ينبغي أن يكون عليه حال الإنسان المؤمن مع أخيه المؤمن، بل مع كل الناس، فإنه إذا ظلم يجب عليه أن يسارع بالتوبة والرجوع إلى الله تعالى وأداء الحقوق.

ما جرى بينكما من خلاف وشحناء هو ما يريده الشيطان من إثارة العداوة والبغضاء بين المؤمنين، فاحرص ولا تيأس من رجوع الود إلى سابق عهده بينكما، ولا نشك -أيها الأخ الحبيب- بأن صديقك إذا رأى منك الحرص على عودة المحبة إلى ما كانت عليه أنه سيستجيب لذلك، فلا تيأس.

يجب عليك أن ترد إليه مظلمته إذا كنت ظلمته، وإن أبى قبولها فاجعلها بين يديه، واترك له الخيار بأن يقبلها أو يرفضها، فإذا فعلت ما عليك من التوبة إلى الله تعالى بالندم على ما فعلت من الظلم له والعزم في قلبك على أن ترجع إليه، وأديت له الحق فإنك قد أديت ما عليك، ولا يجوز له أن يصر على القطيعة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن القطيعة بين الإخوان تنتهي بالسلام، فقال: (وخيرهما من يبدأ بالسلام) فأنت إذا بادرت صديقك بطلب العفو والإصلاح وأديت له حقه وسلمت عليه؛ فإنك قد أديت ما عليك، ولا إثم عليك بعد ذلك.

نحن ننصحك بأن لا تولي صديقك ظهرك، وأن لا تعطي الشيطان ما يطلب، وأظهر لصديقك المحبة والود والحرص على بقاء الأخوة بينكما، ونحن على ثقة بأن الحال سيتغير، وسل الله أن يصلح بينك وبين صاحبك، واستعن بأهل الخير في ذلك، فإنه لا شك ولا ريب لا يزال في الناس من فيهم الخير ويحب والإصلاح بين المسلمين، ونسأل الله تعالى أن يصلح بينكما، وأن يؤلف بين قلوبكما.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات