مواصلة الدراسة مع تقدم السن

1 677

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 29 سنة، أنهيت دراسة الثانوية العامة قبل تسع سنوات، وأنا الآن موظف حكومي وطموح، وأرغب في إكمال الدراسة الجامعية، لكني أشعر أني في هذا السن قد فاتتني الدراسة - أي أن سني كبير - فهل شعوري هذا صحيح؟ وهل يمكنني مواصلة الدراسة في هذا العمر والوصول إلى مراتب عليا؟ لأنني دائما أطمح إلى ذلك؟ وهل ينتهي التعليم عند سن محدد؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليفة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليس لطلب العلم سن محدد، وليس لطلب العلم نهاية، وقد كان الإمام أحمد رحمه الله يعلم ويتعلم حتى بعد أن أصبح إمام الدنيا، فقالوا له: إلى متى تحمل المحبرة؟ فقال لهم: (المحبرة إلى المقبرة)، وسمع الإمام الطبري كلمات مفيدة في آخر لحظات حياته، فقال: أجلسوني، ثم طلب الدواة والقلم، وكتب ما سمع، فتعجب الناس، وقالوا له: وأنت في هذه الحالة؟ فقال لهم: (ما ينبغي للإنسان أن يضيع لحظة من حياته)، فكتب ما سمع ثم مات، وهكذا ظل طلب العقلاء للعلم لا يتوقف.

وقد استطاع أحد العمال في جامعة أم درمان الإسلامية أن يتعلم بعد كبر سنه، فدرس مراحل التعليم كاملة، ثم تخرج من الجامعة، ونال شهادة الدكتوراه، واحتفت به الجامعة والزملاء، وقد بدأ العز بن عبد السلام في طلب العلم متأخر جدا، ولكنه لم يمت إلا بعد أن أصبح إماما وسلطانا للعلماء، وأنت لا زلت في المراحل الأولى في سنوات الحياة.

وأرجو أن تعلم أن الوصول إلى المعالي يحتاج إلى توكل على الله، واستعانة به سبحانه، مع بذل الأسباب الموصلة، والمؤمن يبذل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، وإذا وضع الإنسان لنفسه أهدافا واضحة، واخلص لله سبحانه، فإنه يصل إلى ما يريد بحول الله وقوته، والمهم هو أن تبدأ المسير، ومن سار على الدرب وصل، بتوفيق الله عز وجل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وننصحك بمشاورة من حضرك من أهل العلم والخبرة، وننصحك بأن لا تسمع لكلام المثبطين، واجعل ثقتك بالله، وأصلح ما بينك وبين الله، واطلب دعاء الوالدين بعد برهما والإحسان إليهما، وكن في حاجة الضعفاء، ليكون العظيم في حاجتك، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات