ما هي الخطوات الصحيحة لخطبة امرأة لا أعرف عنوانها؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحببت فتاة تعمل معي في نفس جهة العمل التي أعمل بها، وجدت فيها جميع المواصفات التي تؤهلها لكي تكون زوجة لي، مع العلم أنني شخص أخاف الله، محافظ على الصلوات، وأحاول أن أبتعد عن المعاصي والشبهات قدر الإمكان، المهم أنني أحببتها، وزاد حبي لها لدرجة أنني أحاول الابتعاد عن الأماكن التي تتواجد بها، لكي لا أنظر إليها وأقع في الإثم، مع العلم أنني دائم الابتعاد عن أماكن النساء، ولكن هذه البنت بسبب أخلاقها والتزامها، يجذبني قلبي إليها ولو بنظرة!

وللأمانة بعد الاستخارة والتفكير قررت أن أتقدم لخطبتها، ولكن المشكلة أنني لا أعرف عنوان بيتها أو كيف أصل إلى أهلها؟ لا أجد شخصا معي في العمل أو أماكن تواجدها يستحق الثقة لكي يكون رسولا بيني وبينها؟

لا أدري هل هي مخطوبة ؟ كيف أحصل على عنوان سكنها؟ أفكر دائما وأطرح على نفسي أسئلة لا أجد إجابة لها. ولو أعلم أين تسكن، كنت سأقوم بإرسال الأهل لخطبتها بأقرب وقت ممكن، فما هو الحل؟ وهل أصارحها؟

مع العلم أنني خجول، وأخاف الله، وفكرة المصارحة مستحيلة، ولو افترضنا أنني صارحتها، فقد تسيء فهمي وتشتكيني لإدارة العمل، وهذا سيسبب لي إحراجا كبيرا خصوصا وأنني من الرجال الذين لهم هيبتهم ومكانتهم بين الرجال، ولا أريد أن يسيء أحد الظن بي!

نظرات البنت لي توحي بالقبول والإيجاب، هذا بحسب تفكيري ونظرتي، ولكنني لا أفقه في النساء شيئا ولا أعلم، فما هو الحل؟ هل أتجرأ بمصارحتها؟ أنا في حيرة من أمري، وأريد الحلال والستر والعفاف.

أتمنى أن تقدموا لي الطريقة السليمة لخطبتها؟ وأتمنى الرد العاجل أرجوكم أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبا بك أيها -الأخ الحبيب- باستشارات إسلام ويب، ونحن ابتداء نحب أن نشكر فيك ثلاث خصال:

أولها: حرصك على الزواج وتحقيق رغبتك بالحلال، ونحن نشد على يديك في هذا، فإن الزواج تحصين للنفس، وتجنيب للإنسان من الوقوع في الزلل والخطأ، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في وصيته المشهورة للشباب: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج)، فاستعن بالله تعالى، وبادر بالزواج ما دمت تقدر عليه، فإنه خير كله، لاسيما إذا كان الإنسان يتعرض لأنواع المغريات، وليست هناك فتنة أضر على الإنسان من فتنة النساء، كما أخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).

ثانيها: أحسنت في تجنبك للأماكن التي تتواجد فيها هذه الفتاة التي تعلقت بها حتى لا تقع في النظر المحرم، وهذا -إن شاء الله- دليل على رجاحة عقلك، كما هو دليل على وفور إيمانك، فإن الإنسان خير ما يستعين به لتجنب المعصية هو الابتعاد عن المكان الذي يمكن أن تقع فيه المعصية.

ثالثها: أحسنت أيضا في تجنبك لأي شيء يوقعك في الريبة، فعدم تعرضك لهذه الفتاة بالحديث، وخوفك على نفسك ومكانتك من أن تمس بسوء، هو رأي صائب، ينم عن دين وعقل، ونحن نشد على يديك أيضا في هذا، ونوصيك بألا تنحرف عن هذا المنهج، فجنب نفسك الحديث مع النساء بقدر الاستطاعة، وإن كان بقصد حسن -كما هو الحال هنا- وأنك تريد أن تتعرض لها لتخبرها برغبتك بالزواج ونحو ذلك، لكن ربما جر هذا إلى وقوع الناس فيك أو نحو ذلك، وأنت في غنى عن هذا.

أما كيف تصل إلى عنوان هذه الفتاة، فنحن نظن أن هذا الأمر سهل وهين، ما دامت تعمل معك في نفس جهة العمل، وننصحك بإحدى وسيلتين:

الوسيلة الأولى: إذا كنت تتمكن من الاستعانة بأحد محارم النساء العاملات في نفس الجهة، فإذا كانت لك علاقة بأحد محارم النساء العاملات، وكان ممن يصلح أن يعتمد عليه في هذا الباب، فيمكنك أن تطلب منه أن يطلب من قريبته عنوان هذه الفتاة ونحو ذلك، لتأخذ هذا العنوان، ثم تبدأ بالبحث عن هذه الفتاة.

الوسيلة الثانية: إذا لم يكن هذا متيسرا ولم تتمكن منه، فهناك وسيلة أخرى، وهي أن تتوجه بالاستعانة بكبار السن في المكان الذي تعمل فيه، فاعمد إلى أكبرهم سنا، وأكثرهم صلاحا، واطرح عليه موضوعك، واطلب منه أن يعينك، وإذا خرج الموضوع عن كونه سرا بينك وبين هذه الفتاة، فإن الريبة ستكون بعيدة -بإذن الله تعالى-، واطلب من هذا أن يطلب من النساء عنوان هذه الفتاة، وعنوان محارمها، وبهذا تكون وصلت -إن شاء الله- إلى بداية الطريق.

لكننا بالأخير أيها -الأخ الكريم- نحذرك مرة ثانية من أن يجرك الشيطان إلى الوقوع في ربط علاقة بهذه الفتاة، أو نحو ذلك، فقد يفتح الشيطان عليك أبوابا إذا أجبته إليها، ويجرك إلى ما لا تحمد عاقبته، وأنت في غنى عن هذا كله، ونحن نتفرس فيك وفيما كتبته الخير والصلاح، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الأمر، ويقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، وأن يسعدك في دنياك وآخرتك، والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات