السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم على هذا الموقع المتميز، فأنا أعاني من أكزيميا شديدة في فروة الرأس؛ حيث تظهر حبوب ذات رؤوس بيضاء مؤلمة، واحمرار في فروة الرأس، وتساقط للشعر، وضعف، فأرجو أن تنصحوني وتدلوني على العلاج، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ above moon حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فحتى يكون الجواب وافيا وواقعيا يجب معرفة التشخيص الصحيح، فالسؤال غير متوافق مع التشخيص؛ لأن الأكزيما حاكة ولم يرد ذكر الحكة في السؤال، والأكزيما غير مؤلمة ولا تؤدي إلى تساقط الشعر، ولا يوجد فيها رؤوس بيضاء،
ولكن الوصف يوحي بوجود التهاب جلد دهني مع احتمال التقيح، ووجود الالتهاب الجرثومي الثانوي، أي أن هذا التقيح هو دخيل، وليس من التهاب الجلد الدهني، علما أن هناك من يسمي التهاب الجلد الدهني بالأكزيما الدهنية.
إن وجود كمية من الدهون في الرأس والحواجب وأعلى الوجه يشير إلى التهاب الجلد الدهني، والذي يصيب المناطق الدهنية في الجسم، خاصة جلدة الرأس، والحاجبين، والحافة الجانبية لالتقاء الأنف بالخدين، وأحيانا منتصف الصدر أو منتصف الظهر، كما أنه يتظاهر على شكل مساحات من الجلد الأحمر تغطيه طبقة من الإفرازات الدهنية اللزجة، والتي تختلف شدتها من مريض لآخر، وأحيانا تكون هذه القشور جافة ومتفتتة، أي على شكل بودرة ناعمة صغيرة، هي ما يسميها الناس بالقشرة.
لقد كان يعتقد أن الغدد الدهنية تفرز كثيرا، فيحدث هذا الالتهاب، ولكن تبين أن هناك كائنا صغيرا يسمى: (بيتروسبورام أوفال) هو السبب في إحداث هذه التظاهرة، والتي تؤدي لزيادة نشاط الغدد الدهنية؛ مما يؤدي إلى التهاب الجلد بسبب تراكم المفرزات عليه؛ ولذلك فإن القشرة معدية، وقد تنتقل باستعمال مشط المريض.
إن وجود الاحمرار والرؤوس البيضاء والألم يوحي بوجود التقيح؛ ولذا يجب استعمال المضاد الحيوي عن طريق الفم، مثل الزينات 500 مغ مرتين يوميا لمدة أسبوع، ولكن تحت إشراف طبيب.
كما ننصح باستعمال شامبو نيزورال (NIZORAL) مرتين أسبوعيا لمدة شهر، ثم مرة أسبوعيا لمدة شهر، ثم مرة كل أسبوعين عند اللزوم، وينبغي أن يبقى الشامبو على الرأس لمدة كافية وهي 10 دقائق عند كل غسل، ولا مانع من استعمال الشامبو الذي ترتاحون له يوميا أو قبل النيزورال أو بين غسلتين من غسلات النيزورال.
قد يفيد استعمال زيت الزيتون الطبيعي، وذلك بتطبيقه بكمية قليلة على المواضع الدهنية، ثم يدهن بلطف ليمتص الشحوم والدهون والقشرة السميكة، ولكن يجب عدم إبقائه على الرأس لأكثر من 10 دقائق بعد الدهن، بل يجب الإسراع إلى غسله بالشامبو المذكور أعلاه.
بعد زوال التقيح لا مانع من استعمال بعض من مضادات الالتهاب الموضعي إن كان هناك تهيج جديد في الجلد، وذلك لتخفيف الشعور بالإزعاج، مثل موميتازون لوشن (MOMETASONE ) والمسمى إليكوم لوشن مرة عند اللزوم وبأقل كمية ممكنة، وننصح باستعماله بعد الاستحمام بساعة على الأقل حتى لا يؤدي الماء الموجود على الشعر إلى تمديد الدواء المدهون، علما أن هذا الدواء يفيد أيضا في علاج الأكزيما غير المتقيحة، وكذلك ننصح بأخذ فيتامين (ب) المركب، لأنه قد يساعد على تنظيم الإفراز الدهني.
وأما إن كانت هناك حكة فقد يفيد استعمال مضادات الهيستامين كلما دعت الحاجة إليها، ولكن ليس أكثر من مرة يوميا، مثل الكلاريتين أو الزيرتيك أو التلفاست أو غيرها.
ويجب العلم بأن الحكة، وتقشير الجلد، ونتف القشور والدهون، قد يؤدي إلى تفاقم الحالة، وتقيح الجلد، فتتفاقم الأزمة وحدوث الألم والمضاعفات.
وأما في الحالات الشديدة والمعقدة والتي لا تستجيب لأي مما ذكرنا، وبعد تأكيد التشخيص بأنها التهاب جلد دهني وليس صدفية أو أكزيما، فقد يفيد الروأكيوتين تحت إشراف طبيب بدورة علاجية كالتي تعطى لحب الشباب الكيسي المعقد، ولمزيد من المعلومات عن الروأكيوتين راجع الاستشارات ذوات الأرقام (18106، و18402، و 236317) ففيها تفصيلات هامة عن الروأكيوتين.
وأما تساقط الشعر فقد يتلو التهاب الجلد الدهني، وقد يكون لأسباب أخرى تحتاج دراسة وفحص سريري وتفصيل؛ ولذلك نحيلكم إلى الاستشارة رقم
262538 عن سقوط شعر بشكل مفصل ورقم (276531) والتي تناقش تساقط الشعر عند الذكور، ومناقشة الصلع، وبشكل عام وحتى تتم تغطية الموضوع من ناحية تساقط الشعر يمكن مراجعة الاستشارة رقم (235283) والتي تناقش الثعلبة.
ختاما: نرى أن مراجعة الطبيب أخصائي الأمراض الجلدية ضرورة؛ وذلك للأسباب التالية:
- عدم وضوح التشخيص والشكوى كما تقول أنه التهاب شديد.
- احتمال وجود التقيح.
- لاحتمال الحاجة إلى المضاد الحيوي أو الكورتيزون الموضعي أو الرواكيوتين.
- وجود أكثر من شكوى متداخلة كالالتهاب، والحبوب، وتساقط الشعر، والألم، وغير ذلك.
- وجود الحاجة لبعض الاستقصاءات المخبرية التشخيصية أو التقييمية.
وبالله التوفيق.