السؤال
أنا شاب عمري تقريبا 29 سنة، تقدمت لفتاة عدة مرات، لكنها ترفض موضوع الزواج إلا بعد انتهاء دراستها الجامعية، وتبقى لها 3 سنوات.
مع العلم بأنه ليس لدي مانع من تكملة دراستها، وحتى أهلها حاولوا إقناعها وكل المحاولات لم تفلح، وكما تعلمون الانتظار 3 سنوات ليس سهلا، والعمر يمضي.
أنتظر الحل لديكم؛ لأني مرتاح نفسيا مع هذه الفتاة، وفراقها صعب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنحن نتمنى أن تكون جادا في مخاطبة أهل هذه الفتاة أو مخاطبتها عن طريق بعض محارمك من النساء في إعطائها الضمانات الكافية لإكمال دارستها لو تم الزواج، فهي ربما تتخوف من قيام عوائق تحول بينها وبين إكمال الدراسة فيما لو تزوجت، وربما تشك في الوعود التي تقدم لها، وهي بحاجة إلى أمرين على أي حال:
الأمر الأول: التأكيد لها بأنها ستكمل دراستها، ويستحسن أن تتولى النساء توضيح الأمر لها، وأنه بإمكانها أن تنظم مسألة الحمل إذا كانت تخشى الحمل، وتخشى أن يكون عائقا دون إكمال الدراسة.
والأمر الثاني: بيان أهمية الزواج وضرر تأخيره، فهي بحاجة إلى أن تنصح بأن تتفكر في أحوال البنات اللاتي رفضن الزواج في سن مبكر بحجة الدراسة وإكمال الدراسة، ثم بعد ذلك وقعن في بحار العنوسة، فينبغي للنساء أن يذكرنها بهذا المعنى المهم في حياة المرأة، والسعيد من وعظ بغيره - كما يقولون - فهي بحاجة إلى أن توعظ لتعتبر بغيرها ممن رفضن الزواج، وكيف آل مصيرهن بسبب تمنعهن من الزواج، ثم بعد هذا كله - أيها الأخ الحبيب - أنت أمام خيارين ينبغي أن تفعل أيسرهما عليك:
الخيار الأول: أن تكون قادرا على الصبر إلى أن تنتهي هذه الفتاة من دراستها ما دمت ترى فيها أنها مناسبة، ونعني بقولنا "قادر على الصبر"، يعني أنك قادر على أن تعف نفسك وتجنبها الوقوع في الحرام، سواء النظر الحرام أو ما هو فوق النظر الحرام، فإذا كنت تقدر على ذلك فلا بأس من أن تنتظرها إلى أن تكمل دراستها.
والخيار الثاني: هو أن تسارع إلى الزواج بغيرها، وهذا الخيار هو الذي نفضله لك، ونستحسنه لك؛ فإن النساء غير هذه الفتاة كثير، وما أعجبك فيها سيعجبك في غيرها، ونحن نوصيك بأن تتخير المرأة الصالحة فإن الدنيا متاع كما وصفها النبي عليه الصلاة والسلام، وخير متاعها المرأة الصالحة، وستجد -بإذن الله- من الصالحات كثيرات ممن ينلن إعجابك، فلا تحصر نفسك في هذه الفتاة، لا سيما وهي لا ترغب في الزواج في هذا السن، وربما كان في تعجيلك الزواج خير لك، وتحصين لنفسك، ومبادرة إلى تحقيق مقاصد عظيمة جعلها الله -عز وجل- من وراء الزواج، وليست البيوت كلها تبنى على الحب، فلا تجعل عدم تعلقك بغيرها حائلا دون البحث عن الزوجة الصالحة، فإن التعلق والوئام والحب يأتي بعد الزواج في كثير من الأحيان، فاحرص أن تختار المرأة التي تناسبك في دينها وفي أخلاقها، وفيها القدر الذي ترضى به نفسك من جمال الخلقة وحسن الهيئة.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن ييسره لك.
وبالله التوفيق.