السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا مقدم على الخطبة والزواج - إن شاء الله - ولكن في فترة ما قبل الخطبة، وفي فترة الخطبة يظل بالي مشغولا بالمخطوبة وبغير ذلك، وأفكر كثيرا حتى في الصلاة، حتى أحيانا أفكر في أمور الجماع، وتحدث تخيلات؛ مما يشق علي، فكيف أصرف تفكيري عن ذلك؟ لأن كثرة التفكير تجلب لي الهموم، وتقل عندي الشهية للطعام!
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمر الزواج ويعينك عليه، ويعجل لك فيه، وحتى يحين ذلك وصيتنا لك - أيها الحبيب - أن تشغل نفسك فيما ينفع؛ فإن القاعدة عند علماء التربية أن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فهذه طبيعة النفس أشبه ما تكون بالرحى، الطاحون الذي يطحن ما يوضع فيه، فإذا وضعت فيه أفكارا صالحة جيدة أنتجت ثمارا جيدة، والعكس بالعكس.
ولهذا فإن من خير ما يعينك على تجنب هذه التخيلات هو أن تفكر جيدا بعقل وروية في جدوى ونفع هذا النوع من التفكير، فإذا تفكرت في ذلك جيدا علمت أنه لا فائدة فيه، فإنه لا يجلب لك منفعة ولا يعجل لك مصلحة، وإنما يضيع عليك الأوقات، ويشتت عليك الذهن، ويصرفك عن أشياء كثيرة نافعة لك في دينك ودنياك.
فإذا تفكرت هذا النوع من التفكير علمت بأنه يتعين على الإنسان العاقل أن ينصرف عن هذا النوع من التخيلات، لاسيما وأنه قد شغلك عن أهم ما ينبغي أن تشتغل به، وهو حضور الصلاة بطمأنينة وخشوع وتفكر بما فيها، هذا يوضح لك جيدا أنه لا نفع ولا خير بهذه الوساوس والتخيلات، ومن ثم يتعين عليك تجنبها.
من خير ما يعينك على تجنب هذه التخيلات هو تجنب الانفراد والعزلة، فحاول ما استطعت أن تقضي أوقاتك في صحبة من تنتفع بصحبتهم في المسجد وفي غير المسجد، في شئون دنياك وشئون آخرتك، حاول أن تكثر من مجالسة الصالحين والرجال الطيبين، ومن ينفعونك في دينك ودنياك، وتجنب العزلة بقدر الاستطاعة، حتى تتغلب على هذه الوساوس وعلى هذه الأفكار، وأنت إذا أخذت بهذه الأسباب ستتغلب عليها شيئا فشيئا بإذن الله تعالى.
ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمورك كلها، ويقدر الخير حيث كان، وأن يعجل لك أمر زواجك، إنه على كل شيء قدير.