السؤال
عمري 34 سنة، متزوج ولدي طفلان، وأعمل في شركة خاصة، أعاني عند الإلقاء أو عند مقابلة شخص مهم من زيادة في سرعة نبضات القلب، وارتجاف الأيدي والأرجل، وانقطاع النفس، ولدي - والحمد لله - صوت جميل في قراءة القرآن، وأحفظ بعض السور، وعندما يطلب زملائي مني التقدم للإمامة في صلاة المغرب أو العشاء في مصلى الشركة أشعر بهذه الأعراض أيضا.
رغم محاولتي دائما التغلب على هذه المشكلة بمحاولة التماسك، وعدم إعطاء الآخرين أي أهمية، إلا أنها مازالت موجودة، فأرجو إفادتي بالعلاج المناسب سواء سلوكيا أو دوائيا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ م.ع.س حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت لديك قلق بسيط جدا من قلق الرهاب الاجتماعي، وقلق الرهاب الاجتماعي يعالج سلوكيا، وكذلك دوائيا، ومشكلتك من وجهة نظري بسيطة جدا، فعليك أن تحقر فكرة الخوف في الأصل، وتخاطب نفسك داخليا، ليس هنالك ما يدعوني لهذا الخوف، وأرجو أن أؤكد لك بأن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أبدا؛ لأن الشعور بأن الإنسان تحت رصد الناس هو شعور سخيف جدا، ويسيطر على الإنسان، ويزيد من مخاوفه، هذا الاعتقاد ليس صحيحا.
أريدك أن تكثر مما نسميه التعرض في الخيال، أي أن تعرض نفسك لخيالات ترسمها في نفسك، هذه المواقف تتطلب منك المواجهة، مثل: إن طلب منك أن تخطب لصلاة الجمعة وتصلي بالناس بعد أن تخلف الإمام الراتب، عليك مثلا أن تلقي محاضرة كبيرة أمام جمع من الناس، عليك أن تدخل مثلا في مناظرة تلفزيونية وهكذا، عش هذه المواقف بتفاصيلها وبتركيز، وهذا النوع من التعرض إذا أخذه الإنسان بجدية وطبقه بالتزام فيه منفعة كبيرة جدا، دائما فكر في إيجابياتك، أنت لديك إيجابيات كثيرة، هذا الصوت الجميل العبق الذي من خلاله يمكنك أن تتلو القرآن، نعمة عظيمة وكبيرة جدا، وليس هنالك ما يدعو أبدا للخوف والرهبة، لا تتجنب المواقف، أكثر من ذلك، حاول دائما أن تنظر إلى الناس في وجوههم، ابدأ أنت السلام، تبسم في وجوههم، هذا يزيد من التواصل الاجتماعي ويحسنه، ويقلل من الخوف والرهاب، شارك دائما في حلقات التلاوة، هذه الحلقات هي مجالس رحمة وطمأنينة وخير كثير، الرهبة هنا سوف تقل.
شارك في الأنشطة الاجتماعية من خلال العمل في الجمعيات الخيرية، هذا وجد أنه يساعد في العلاج، نحن نركز كثيرا على الرياضة؛ لأن الرياضة تقهر الخوف والقلق والتوتر، فيحبذ أن تمارس أي نوع من الرياضة الجماعية؛ ففيها منفعة كبيرة لك.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أقول لك نعم، العلاج الدوائي متوفر، وهو سليم جدا، ومن أفضل الأدوية التي يمكنك أن تتناولها، دواء يعرف باسم زيروكسات، ويسمى علميا باسم بركستين، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة 10ملجرام، أي نصف حبة، يمكنك أن تتناولها صباحا أو مساء، إذا شعرت بالنعاس حين تتناولها صباحا فتناولها ليلا، يفضل تناول الجرعة بعد تناول الأكل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، ثم ارفعها إلى حبة ونصف في اليوم، وبعد شهرين ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، أي 40 ملجرام، استمر عليها لمدة 3 أشهر، ثم بعد ذلك ابدأ في تخفيض جرعة العلاج بمعدل نصف حبة كل ثلاثة أشهر، وحين تصل إلى نصف الحبة الأخير تناوله يوميا لمدة 3 أشهر، ثم بعد ذلك تناوله أي نصف الحبة بمعدل مرة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
نكون بذلك قد أوضحنا لك جرعة البداية وجرعة العلاج، ثم جرعة الاستمرارية، وجرعة التوقف التدريجي من العلاج، حتى لا تحدث لك أي آثار انسحابية من هذا الدواء، الزيروكسات من الأدوية السليمة والفاعلة، وليس له آثار جانبية، غير أنه ربما يؤدي إلى عسر بسيط في الهضم في الأيام الأولى للعلاج، وهذا لا يحدث مع الجرعات الصغيرة مثل التي وصفناها لك، وكذلك إذا قمت بتناوله بعد تناول الأكل، وهذا هو الذي ننصح به، الزيروكسات قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وهذه يمكن تجنبها بممارسة الرياضة وتجنب النوم بعد الأكل، وكذلك التحكم في نوعية الأطعمة التي تتناولها.
من الآثار الجانبية للزيروكسات حتى لا تستغرب منها، هو أنه ربما يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف أو الإنزال المنوي عند الاحتلام أو عند المعاشرة الزوجية، وهذا الأثر يعتبر أثرا حميدا، بالرغم من أنه قد يكون سالبا، وقد يكون إيجابيا لدى بعض الناس، خاصة الذين لديهم سرعة القذف، والشيء المؤكد أنه لا يؤثر على هرمون الذكورة أو مقدرة الرجل على الإنجاب.
يرجى الاطلاع على هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ) وعلاج الرهاب من التقدم للإمامة سلوكيا (260852) وأشكرك أخي الكريم على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.