السؤال
أنا ربة منزل، ولدي طفلة، أرغب بالدراسة عن بعد، ولكني محتارة بين مجال اللغة الانجليزية، والتربية الخاصة التي لا أعرف مجالات تخصصها، ومدى صعوبتها، وقد نصحني أحد الأقارب أن اللغة تكون صعبة بلا محادثة مستمرة، علما بأني معلمة في دار تحفيظ القرآن، فأيهم أوسع في المجال الوظيفي؟ وهل أستطيع الجمع بين التعلم والتعليم؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مجال التربية بشعبها المختلفة هي الأنسب والأنفع للمرأة؛ لأنها تلامس مهمتها الأصلية، وتتوافق مع القدرات التي وهبها لها القدير، وتنتفع المرأة بدراسة التربية في نفسها، وينتفع منها ومن حولها، خاصة عندما تكون الدارسة للتربية من أهل القرآن والعلوم الشرعية؛ لأنها تنجو بحول الله وقوته من المفاهيم والنظريات التربوية المستوردة؛ لأن التربية بضاعة لا يجوز استيرادها، ولا يجوز استقدام من يقومون بها؛ لأنها تنبع من عقيدتنا وعاداتنا.
علما بأن الدارسة تستفيد من كثير من نظريات التربية التي تعتبر كسبا إنسانيا وتجارب نافعة جدا، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها.
ولا يخفى على أمثالك أن ميل الإنسان ورغبته هي الأساس في النجاح والتفوق، ولن ندعوك لإغفال هذا الجانب، ولكن اللغة آلة ووعاء، والتربية محتوى وفكر ولا مانع من أن تدرسي التربية، وتتوسعي في دراسة اللغة كهواية ووسيلة لدراسة ما كتبه القوم، ثم لنقل ما عندنا من مناهج تربوية لإصلاح ما لدينا؛ لأن مناهجنا تنطلق من وحي الله وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف حقيقة هذا الإنسان وما يصلح معه وله سوى خالق الإنسان.
كما أن ما ذكره القريب صحيح وفي مكانه، ونحن سوف نكون سعداء بتفوقك وجديتك في مجال التربية، وندعوك إلى إخلاص النية لله، ثم ندعوك للسعي في نفع الأمة وخدمة الإسلام من خلال المجال التربوية، والمهم ليس مجرد الدراسة، ولكن المطلوب هو الجدية والتعمق في طلب العلم، خاصة من أمثالك، وهنيئا لك بقول البني صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
ونحن بحاجة ماسة لتطبيق النظريات التربوية النافعة في التعليم، وفي تطوير مهارات المعلمات والمحفظات؛ لأن غياب التربية هي التي جعلت حفظ القرآن لمجرد الحفظ دون السعي للتطبيق.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأرجو أن تتواصلي مع موقعك، وأن نسمع عنك الخير، ونسأل الله أن يصلحك وأن ينفع بك.
وبالله التوفيق والسداد.