السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أشكر القائمين على هذا الموقع المفيد.
بعد زواجي بأربع سنوات أحسست بالكآبة والضيق، لدرجة استغنائي عن جميع أصدقائي، عدا الذي لديه مصلحة لي، حتى أني أضغط على نفسي كي أتحمله، أكره الكل حتى من حولي وأقربهم لي، وبدون أي سبب، وأتمنى الشر للكل، لدرجة أني أفرح إذا أصيبوا بمكروه، لم تكن بي هذه الصفات، إلا من قريب، وأنا كثيرة الاستغفار لما أحس به من شعور مخالف للإنسانية، مهما تودد لي من حولي لا يتغير شعوري بالكره له.
وفي بعض المرات تجدني أضحك وأمزح، ومرة ثانية أتكلم من طرف أنفي وأتأفف، ولا أريد أن يكلمني أحد، لقد تعبت من المزاجية التي أعيشها، والعصبية الزائدة عن حدها، فالدين الإسلامي يحث على الخلق الطيب في التعامل، وأنا شخصيتي عكس ما حث عليه الدين الإسلامي، فأرشدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن الشعور بعدم تحمل الآخرين وافتقاد القدرة على التمتع بالحياة، هو من علامات الاكتئاب النفسي، والاكتئاب يمكن أن يأتي في صور كثيرة منها هذه المشكلة.
هناك أمور كثيرة تتطلب التوضيح:
هل لديك تاريخ اكتئاب نفسي في الأسرة مثلا؟
هل حدث أن تلقيت أي علاج قبل ذلك؟
هل هناك علاقة فعلية ما بين الزواج وحدوث هذا التغير السلبي في المزاج؟
هذه كلها روابط مهمة، فإن كان لك تاريخ سابق مع الاكتئاب، أو يوجد تاريخ أسري، فهذا يؤدي التشخيص الذي ذكرناه، والصعوبات في الزواج ربما أيضا تكون إحدى العوامل المهيئة للصعوبات النفسية المذكورة، ولكني لا أريدك أن تنظري إلى زواجك بصورة سلبية، حتى وإن لم تكوني سعيدة في هذا الزواج، ولكن انظري إليه من أفق وزاوية مختلفة تماما، وفكري في إيجابيات زوجك، وحاولي أن تكوني سعيدة معه قدر المستطاع؛ لأن الظرف السلبي في الزواج لا يساعد أبدا في حسن المزاج، ولكن الإنسان إذا جاهد نفسه من أجل الحفاظ على الزواج، ومن أجل أن يكون هو المبادر في تخطي الصعاب والعقبات، لاشك أن ذلك سوف يعود بفائدة كبيرة على الطرفين.. هذه جزئية مهمة في العلاج.
والجزئية الثانية أن تبذلي جهدا كبيرا لرفض هذه الأفكار المشوهة، هذه الأفكار التي تعانين منها لاشك أنها تستحوذ على تفكيرك، ولكن بمقاومتها وتجاهلها ومحاولة صدها واستبدالها بأفكار أخرى، يمكن أن تقللي كثيرا من حدتها، ويمكن أن تخرجي نفسك من هذا الوضع الاكتئابي، هذا يسمى بالتغير المعرفي وهو مهم جدا.
ثالثا: حاولي أن تجعلي لحياتك معنى وأهدافا واقعية، وضعي الآليات التي من خلالها يمكنك الوصول لهذه الأهداف بإذن الله تعالى.
رابعا: لابد من حسن إدارة الوقت، لا تتركي مجالا للفراغ، الفراغ يجعل الإنسان مكتئبا ومتشائما، وهناك أشياء كثيرة يمكن أن يقوم بها الإنسان، أنت الآن تبحثين عن وظيفة، أسأل الله تعالى أن يهيأ لك وظيفة مناسبة، ولا توقفي البحث أبدا.
القراءة لما هو مفيد ضرورية، التواصل الاجتماعي مع الأرحام وذوي القربى، وكذلك الصديقات والصالحات من النساء، هذا أيضا فيه خير كبير، ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أيضا يساعد في امتصاص وزوال الطاقات النفسية السلبية، الانضمام إلى الجمعيات الخيرية وممارسة الأنشطة الاجتماعية والثقافية المفيدة، والانضمام إلى مراكز تحفيظ القرآن... هذا كله يمثل علاجا نفسيا واجتماعيا وسلوكيا يؤدي إلى تغيير إيجابي إن شاء الله.
بقي أن أقول لك أنه توجد أيضا أدوية مضادة للاكتئاب، أدوية جيدة فاعلة ممتازة، ربما تكونين في حاجة لهذه الأدوية، وإذا فضلت الذهاب إلى الطبيب النفسي هذا أيضا سيكون أمرا جيدا ليصف لك أحد هذه الأدوية، وإن لم تفضلي ذلك فيمكنك الحصول على أحد هذه الأدوية لأنها في معظمها لا تحتاج إلى وصفات طبية، منها دواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) والجرعة المطلوبة في حالتك هي كبسولة واحدة (عشرون مليجراما) يتم تناولها يوميا بعد الأكل لمدة ستة أشهر، هو دواء سليم ممتاز غير إدماني، لا يؤثر على الهرمونات النسوية، وفي نفس الوقت هو من الأدوية التي ترفع من همة الإنسان بصورة إيجابية، وتزيل الاكتئاب والتوتر والنظرة التشاؤمية بإذن الله، وختاما نشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.