السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من ارتجاف في يدي اليمنى عند ذهابي لأحد الأصدقاء أو الأقارب، فلا أستطيع أن أشرب الشاي والقهوة، حيث ترتجف يدي بشكل ملحوظ، لدرجة أني أصبحت أتجنب الاختلاطات الرسمية لكي لا أحرج نفسي أمام الآخرين، ولا أعرف ماذا أفعل، بالرغم من أنني شخص متميز منذ الصغر، ومعروف بجمالي الداخلي والخارجي، ومنذ الصغر وأنا من رواد المسجد، والكل يشهد لي بالالتزام، وقد تعرضت لمواقف كثيرة أثرت علي نفسيا، فأرجو إفادتي.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن رعشة اليدين وارتجافهم في المواقف الاجتماعية ربما يكون ناتجا عن خوف اجتماعي بسيط، وهو نوع من القلق الذي يحدث للإنسان حين يواجه في مواقف اجتماعية، وربما لا تحس بالقلق ولا تحس بالخوف ولكن يظهر لديك هذا العرض الفسيولوجي.
لا أرى أن هناك أي أسباب عضوية قد تسبب هذا النوع من الارتجاف، ولذا أقول لك أن الأمر بسيط، ومن وجهة نظري أن ما تشعر به من ارتجاف أمام الآخرين أو حين تذهب إلى الأقارب أو تقوم بصب الشاي أو القهوة في وجهة نظري قد يكون موجودا، ولكنه لدرجة بسيطة ليس بالشدة والكثافة التي تعتقدها، وكثير من الذين يعانون من القلق يأتيهم هذا الشعور بالتضخيم والتجسيم لأعراضهم، وهذا في حد ذاته يؤدي إلى المزيد من القلق، فنرجو أن تستوعب هذه النقطة لأنها مهمة جدا.
ثانيا: أنصحك بالتجاهل ربما يكون ليس بالسهل، ولكن حين تصب القهوة لا تنظر إلى يديك، لا تراقب نفسك أبدا، كن على سجيتك، كن منطلقا وخذ الأمور بتلقائية أكثر، وتذكر أن هذا العمل الذي تقوم به هو عمل بسيط جدا، وهو دليل على أنك تقدر الآخرين، لأنك تريد أن تخدمهم، وهكذا.
والتغير الفكري الداخلي والنقاش مع النفس مهم جدا، وعليك أن لا تقلل أبدا من هذه المواجهات.
وقد سررت جدا بأنك من رواد المسجد، وهذا نوع من التواصل الاجتماعي المتميز، ويا حبذا لو حضرت حلقات التلاوة وحلقات العلم، هذا يجعلك تختلط أكثر، وحاول أن تمارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك، انخرط في النشاطات الاجتماعية والثقافية والخيرية، وهذه كلها تؤدي إلى زوال الخوف والفارق الاجتماعي.
وبقي أن أقول لك أنه بفضل الله وبجانب ما ذكرناها لك من إرشاد هنالك علاج دوائي، والعلاج الدوائي سوف يقضي تماما على هذه الرجفة، اقترح عليك دوائيين أحدهما دواء أساسي والثاني دواء مساعد هو إضافي، والدواء الأساسي يعرف باسم زولفت، وأنت محتاج إلى جرعة صغيرة من هذه الدواء، واسمه العلمي هو سيرترالين Sertraline، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة، والحبة قوتها 50 مليجرام، تناولها ليلا بعد الأكل واستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوم بعد يوم لمدة شهرين ثم توقف عن العلاج.
الدواء كما قلت لك أنه سليم، وأنه فاعل وغير إدماني، والدواء الآخر أو الدواء المساعد يعرف باسم أندرال، وأرجو أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام في الصباح و10 مليجرام في المساء لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى 10 مليجرام صباحا لمدة شهر ثم توقف عن تناول العلاج، ولكن لا مانع من أن تتناوله عند اللزوم إذا حدثت لك هذه النوبات مرة أخرى.
أيها الفاضل الكريم .. أقول لك أن موضوعك بسيط وتعرضك للمواقف كثيرا كما ذكرت أثرت عليك نفسيا، وهكذا الحياة، والإنسان لا يتعلم إلا من التجارب، والتجارب قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية، وهكذا، فأرجو أن لا تفكر فيها سلبيا حيال هذه المواقف التي مرت بك إن شاء الله، هي عبرة وتجربة ووسيلة للإفادة للحاضر والمستقل، وختاما نشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.