تشخيص بكاء الطفل الليلي المصاحب لتسارع النفس ورعشة اليدين والقدمين

0 678

السؤال

السلام عليكم.

لدي ثلاثة أطفال في أعمار مختلفة ولله الحمد، ولا توجد علاقة قرابة بيني وبين زوجتي، والمشكلة هي أن ابني الثالث - أصغرهم - عمره الآن عام وشهران، وقد ظهرت لديه حالة بكاء شديد وهو نائم لمدة تتراوح من دقيقة إلى ثلاث دقائق، وكانت أول مرة وعمره تسعة أشهر، وظللت أحاول أهدئه أنا وأمه إلا أنه كان يبكي دون دموع ومغمض العين ولا يستجيب لأصواتنا نهائيا، ولم تتكرر بعد ذلك إلا على فترات متقطعة، ولا يوجد به أي شيء غريب أثناء استيقاظه، بل هو طبيعي جدا، حتى إن بعض الأطباء قال لي: الأمر عادي، لعله كان يلعب كثيرا قبل أن ينام، أو كان يحلم، لكن تكررت له اليوم نفس الحالة وهو نائم إلا أنها ظلت حوالي خمس دقائق، حيث بدأت أنفاسه تتسارع ثم فتح عينه إلا أن السواد خلف الجفن، ثم بدأ البكاء الرهيب بعد رعشة في يديه وقدميه، وظللنا نحاول أن نوقظه لكن دون جدوى.

وبعد تلاوتي القرآن بصوت مرتفع هدأ بعد بكاء شديد، فأرجو من سيادتكم إفادتي: هل هذا إنذار بمرض الكهرباء الزائدة أو الصرع، علما بأنه في أثناء استيقاظه طبيعي جدا ولا يحدث هذا إلا وهو نائم.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن البكاء الليلي إما أن يكون لعلة جسدية أو لحالة نفسية بسيطة، والعلل الجسدية للأطفال في مثل هذا العمر ربما يكون هناك احتقان في اللثة من التسنين، بعض الأطفال أيضا يكون لديهم آلام في البطن، هذا ربما يؤدي إلى بكاء من جانب، وحتى في أثناء النوم، ولكن في حالة هذا الابن أنا أكثر ميولا لما ذكره الطبيب، وهو أن بعض الأطفال تأتيهم أحلام مزعجة خاصة إذا ربط الطفل بين النشاط قبل النوم والنوم، أي: كان في حركة دائبة ثم بعد ذلك نام، هذا أحد الأسباب الرئيسة التي قد تؤدي إلى مثل هذا التفاعل.

ولكن هناك أمر لابد أن نعطيه أهمية، وهو ما ذكرته من تسارع للنفس وفتح إحدى عينيه إلى أن يظهر السواد خلف الجفن وهكذا، هذا -أيها الفاضل الكريم- مع وجود رعشة اليدين والقدمين يجعلني أقول: إنه من الأفضل أن تذهب بالطفل إلى طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وذلك من أجل فحص الطفل وأن يقوم بإجراء تخطيط للدماغ عليه.

وأما كون هذا إنذارا بمرض الكهرباء الزائدة فإن ذلك ممكن، وأرجو أن لا يؤثر ذلك عليك، فهناك ما نسميه بالصرع الليلي، وهو يحدث للصغار وللكبار، وربما يكون أحد مؤشراته هو ما يحدث من ارتجاج لدى الطفل أو بكاء أو زيادة في الحركة وهكذا؛ ولذا سيكون من الأفضل والأصوب أن تذهب بالطفل وتقوم بإجراء تخطيط الدماغ.

وإذا قدر الله وكانت هناك تغيرات بسيطة فأرجو أن لا تنزعج أبدا لأن العلاج سهل، خاصة علاج ما يعرف بالصرع الليلي، حيث إن مدة العلاج أقصر من علاج الصرع العام والأمر بسيط، هذا هو الذي أراه وأؤكد لك أن الأمر بسيط، فقط أرجو أن تقوم بهذه الفحص حتى نطمئن وتطمئن أنت كذلك، نسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يجعله قرة عين لكما، ونشكرك على تواصلك مع (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات