عدم القدرة على الحديث مع الأسرة والأصدقاء ولو كانوا قلة

0 578

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، أعاني من رهاب اجتماعي قوي، يتمثل في خفقان شديد، ورجفة، واحمرار قوي في الوجه، وتطورت معي الحالة حتى أني أعجز عن الحديث بين أسرتي، ومع رفيقاتي، حتى لو كان عددهم قليلا 3 أو 2 مثلا، ولا أستطيع الذهاب إلى دكتور نفسي ليصف لي علاجا مناسبا لسني، وعدد الجرعات الكافية لي على حسب حالتي.

ووصفوا لي دواء اسمه زيروكسات، ولكن يقال أن له آثارا جانبية قوية أثناء الاستخدام وبعده، ويلزم طبيب خاص لتحديد الجرعة اللازمة وكيفية تركه، فهل أتناول هذا الدواء لتخفيف حالتي وعندما أشعر بتحسن أتركه فجأة؟

مع العلم أني أمارس التمارين الرياضية والاسترخاء وأشرب الأعشاب اللازمة، ولكن حالتي لا تتحسن، بل تزداد! فما هي الآثار الجانبية لمن هم في مثل سني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رنا إبراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأعتقد أنك تعانين من درجة بسيطة من الرهاب الاجتماعي، وهذه الأعراض من شعور بالخفقان والرجفة والشعور بالاحمرار في الوجه، هي أحد السمات التي نشاهدها في الرهاب الاجتماعي.

وقبل أن نتطرق إلى الحديث عن الدواء وتفاصيله، أنصحك بأن تكثري من المواجهات، وأن تنظري إلى الناس في وجوههم حين تتحدثين إليهم، وأن تقللي من مخاوفك، وذلك من خلال التفهم التام بأن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، هذا مهم جدا.

الأمر الآخر: الرجفة وكذلك وجود الاحمرار في الوجه هي موجودة ونحن لا ننكر ذلك، لكن أؤكد لك أنها بدرجة أقل كثيرا مما تظنين وتتصورين، فهذه تغيرات فسيولوجية بسيطة تكون مصاحبة للقلق الاجتماعي.

أنصحك بالتواصل مع أرحامك ومع صديقاتك، ويجب أن تشاركي في الأنشطة والأعمال الثقافية والاجتماعية مع زميلاتك الطالبات؛ لأن هذا النوع من التواصل يساعدك كثيرا.

توجد أيضا تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هي تمارين جيدة ومفيدة وفاعلة في تقليل القلق وتقليل الخوف الاجتماعي، أرجو أن تمارسي هذه التمارين، ويمكنك أن تتحصلي على شريط أو كتيب من أحد المكتبات الكبرى في المملكة العربية السعودية مثل مكتبة جرير، ومن خلال الشريط أو الـ (CD) أو الشريط أو الكتيب تعلم كيفية ممارسة وتطبيق هذه التمارين مع ضرورة الالتزام بها.

بالنسبة للعلاج الدوائي، نعم أقول لك: إن دواء زيروكسات من أفضل الأدوية ومن أحسن الأدوية، وهو من الأدوية السليمة جدا، وحين نتحدث عن الآثار الجانبية لا شك أن كل دواء له آثار جانبية، ولكن هذا الدواء مقارنة مع الأدوية الأخرى يعتبر دواء متميزا حتى من ناحية الآثار الجانبية، فهو غير إدماني وغير تعودي، فقط ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، وهذه تحدث في الأسابيع الأولى للعلاج، بعدها يمكن أن يتوقف زيادة الوزن، ولاشك أنه إذا ظهرت أي بوادر لزيادة الوزن فهنا يجب أن يتم التحكم في تناول الطعام وقياس السعرات الحرارية وممارسة الرياضة، وهذا يؤدي إلى التحكم في الوزن تماما، بجانب ذلك فالدواء دواء ممتاز وفاعل جدا.

أما بالنسبة لطريقة تناول الدواء، فأولا يجب أن يكون هنالك التزام قاطع بتناوله، والشيء الآخر: يجب أن لا يتم التوقف فجأة من هذا الدواء؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى ردة فعل سلبية تتمثل في ظهور دوخة وشيء من وجود قلق وتوتر وعدم ارتياح.

إذن الالتزام بالجرعة، الالتزام بالبروتوكول العلاجي، وهو ينقسم إلى جرعة بداية، وجرعة بداية، وجرعة وقاية، وجرعة توقف، ولاتباع هذه الخطوات: ابدئي في تناول نصف حبة يوميا، تناوليها بعد الأكل، يمكنك أن تتناوليها نهارا، ولكن إن سبب لك الدواء أي نوع من النعاس تناوليها ليلا، وبعد أسبوعين ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، استمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى ثلاثين مليجراما – أي حبة ونصف حبة – وهذه هي الجرعة المطلوبة في حالتك، استمري على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة كاملة واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى نصف حبة يوميا، واستمري عليها لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه هي الطريقة الجيدة والطريقة المثالية بالنسبة لحالتك، وجرعة النصف ليست جرعة كبيرة، إنما هي جرعة ما بين الجرعة البسيطة والوسطية؛ لأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، ولكنك لست في حاجة لهذه الجرعة الكبيرة.

آثاره الجانبية كما ذكرت لك: ربما تحدث زيادة في الوزن، وحين أقول (ربما) أعني قد لا تحدث، في بداية الأمر أيضا بعض الناس يحسون بشيء من عسر الهضم البسيط، ولكن إذا تم تناول الدواء بعد الأكل فهذا لن يحدث إن شاء الله تعالى، بجانب ذلك لا أعتقد أنه توجد أي آثار سلبية.

بجانب الزيروكسات أنصحك بتناول دواء مساعد آخر يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol)، هذا يقلل تماما من الخفقان والشعور بالرجفة وحتى احمرار الوجه، تناوليه بجرعة عشرة مليجرامات صباحا عشرة مليجرام مساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

أرجو اتباع الإرشادات السابقة وتناول الدواء بالصورة التي ذكرناها لك، وأطمئنك تماما أنه من أفضل وأحسن وأميز الأدوية التي تعالج الرهاب الاجتماعي، كما أنه في منتهى السلامة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.


مواد ذات صلة

الاستشارات