نعاس دائم وأحلام يقظة

0 557

السؤال

السلام عليكم.

أكتب لكم مشكلتي، وكلي أمل في إيجاد جواب منكم، أعانكم الله، أنا أبلغ من العمر 21 عاما، ومشكلتي هي النعاس الدائم والروتين، وأيضا أعاني من أحلام اليقظة، فأنا دائما أحلم بأي شيء، أحيانا تكون أحلاما نافعة، وأحيانا تكون سخيفة.

هزلت كثيرا، وأصبحت أسوف كل شيء، وتوالى على نفسي الفشل، فأنا فاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أهملت دراستي ونفسي، أصبح الجميع يتساءل عن سبب ما أنا فيه، كرهت الاجتماعات، وأصبحت أخاف من الغد، لم تعد عباداتي كالسابق، ولست أنا كالسابق.

أتساءل ما بي؟ وما هو؟ وهل أستطيع علاجه؟ وإذا كان هناك علاج فأرجوكم أخبروني؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرجو أن تقومي بعمل فحوصات طبية عامة يتم من خلالها التأكد من قوة الدم؛ حيث إن ضعف الدم وانخفاض نسبة الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) قد يؤديان إلى النعاس الدائم وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، كما أرجو أن تشمل الفحوصات مستوى هرمون الغدة الدرقية؛ حيث إن اضطراب هذا الهرمون -خاصة لدى الفتيات- قد يؤدي إلى الشعور أيضا بافتقاد الطاقات النفسية والجسدية، والشعور بالخمول وعدم اليقظة، والتكاسل الدائم، فأرجو أن تقومي أولا بهذه الفحوصات وذلك من أجل التأكد.

هذا من الجانب العضوي، أما من الجانب النفسي فالأعراض هي أعراض مماثلة لحالة اكتئاب نفسي من الدرجة البسيطة، والاكتئاب النفسي قد يأتي بهذه الصورة: شعور بالنعاس، والخمول، والملل، والتفكير الزائد الذي قد يكون في شكل أحلام يقظة، مشاعر بالفشل - كما تفضلت وذكرت - افتقاد للطاقات، وعدم الرغبة في التواصل الاجتماعي.

الذي أرجوه منك أن تبذلي جهدا أكبر مع نفسك، فإذا كان هنالك سبب عضوي فسوف يتم علاجه، أي إذا كان هنالك ضعف في الـ (هيموجلوبين Hemoglobin) أو اضطراب في الغدة الدرقية، هذه بالرغم من أنها احتمالات ضعيفة، ولكن أيضا إذا وجدت فإن علاجها بسيط جدا.

الجانب النفسي ربما يكون هو الجانب المهم، والجانب النفسي يعالج بإعادة تقييم نفسك، فأنت - الحمد لله - في سن صغيرة، وفي بدايات الشباب، وطالبة، وأمامك مسئوليات نحو نفسك، ولابد أنك تريدين مستقبلا مشرفا وطيبا، إكمال الدراسة والزواج من الزوج الصالح، وهكذا... هذه آمال واقعية لا تتطلب الكثير، إنما تتطلب فقط تنظيم الوقت بصورة صحيحة، وانضباط الذات، أي الإنسان يكون له قوة وسلطان على ذاته، لا نتبع أنفسنا في التكاسل، هذا أمر مهم جدا، وإدارة الوقت تتم من خلال تقسيمه بصورة صحيحة، وفي نهاية اليوم يأتي الإنسان ويجرد ويحسب ما أنجزه وما أخفق فيه، وهكذا، في اليوم الثاني يحاول أن يصحح مساره وينجز ما لم يستطع إنجازه في المرة السابقة، وهذا النوع من التفكير المعرفي تفكير إيجابي وجيد وإن شاء الله نتائجه طيبة.

عليك - أيتها الفاضلة الكريمة - أيضا بالرموز والقدوات الصالحة من الفتيات، فحاولي أن تتمثلي بهن، حاولي أن تكون صحبتك بينهن؛ لأن الإنسان يحتاج لمن يدفعه ويشجعه، ويسانده، يحتاج لمن يحسن من استبصاره، والحمد لله أنتم مجتمعكم فيه الكثير من الصالحات والداعيات والطالبات المتميزات، فأرجو أن لا تضيعي على نفسك هذه الفرصة.

هنالك علاجات دوائية، وجد أن الأدوية المضادة للاكتئاب تحسن المزاج وتحسن من الدافعية كثيرا، وتزيد من النشاطات الجسدية والنفسية كذلك.

هنالك دواء جيد موجود في الصيدليات يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac) لا مانع من تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراما، أرجو أن تستمري عليه لمدة أربعة أشهر بمعدل كبسولة واحدة يوميا، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ممارسة التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة تعتبر أمرا هاما وضروريا.

أحلام اليقظة ليست كلها سيئة، يقال إن فيها جزئيات تدفع الإنسان وتجعله يكون أكثر استبصارا وفعالية لتحقيق بعض آماله ومشاريعه المستقبلية، وهي بالطبع دليل على وجود القلق الاكتئابي البسيط إذا كانت هذه الأحلام شديدة.

إن شاء الله باتباعك للإرشاد السابق وتناول الدواء الذي ذكرناه لك سوف تجدين أن حياتك قد أصبحت تسير في المسار الإيجابي.

نسأل الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية.


مواد ذات صلة

الاستشارات