السؤال
أريد أن أصلي صلاة الفجر في وقتها ولكن تكمن المشكلة في نومي، حيث أنام تسع ساعات تقريبا، ولكني لا أستطيع أن أستيقظ مبكرا، وإذا استيقظت أشعر بدوار وصداع وخمول وكسل، ويصيبني الأرق - أنام ثم أستيقظ ثم أنام ثم أستيقظ -، وأحيانا الذي يوقظني أني أشعر بانتفاضة مفاجئة في جسمي، وتزايد في دقات قلبي.
وعندما أكون جالسة أحس بمعدتي أنها تهبط وتصعد، وفي بعض الأحيان أشعر بألم في معدتي ثم يزول، وأحس بضيق تنفس خفيف، فأرجو أن تفهموني ما يحدث لي.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأعمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن استشعار أهمية الصلاة هي أعظم وسيلة لأن يستيقظ الإنسان من نومه ويؤديها في وقتها، وأنا أقول للناس: لا تحدد وقت نومك إنما حدد وقت استيقاظك، خاصة حين يتعلق الأمر بالصلاة، وبناء على هذا المفهوم سوف تستيقظين إن شاء الله صلاة الفجر، وذلك بالاستعانة بالساعة المنبهة مثلا.
إذن الأمر هو شعور والتزام واستشعار بالأهمية وأن تعرفي تماما أن من صلى الفجر في جماعة بالنسبة للرجال فهو في ذمة الله، وحين تصلين الفجر في وقته فأنت في ذمة الله، هل هناك خير وبركة ودافع للطمأنينة أكثر من ذلك؟!
إذن استشعار الأمر وتعظيمه ورفع الهمة هو الذي سوف يساعدك، وحين تصلين الفجر في وقته لن تصابين بالخمول ولا بالصداع ولا بالدوار؛ لأنك ستحسين بالرضا عن ذاتك، والإحساس بالرضا هو أفضل وسيلة للتحكم في الطاقات النفسية السالبة مثل القلق والتوتر والخمول والصداع.
أنا أقدر تماما اضطراب النوم الذي تعانين منه، وبما أنك تعانين من تسارع في ضربات القلب فأقول لك أنك غالبا تعانين من درجة من القلق والتوتر النفسي والمخاوف، وأعراض المعدة هي أيضا دليلا على حدوث تقلصات متكررة، وهذه مرتبطة بالقلق النفسي.
سوف أصف لك أحد الأدوية، ليس دواء منوما بمعنى التنويم، ولكنه استرخائي ويقضي إن شاء الله على التوتر والقلق والمخاوف مما يجعل نومك منتظما، الدواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويسمى تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline).
أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجراما – ليلا، والحبة بالطبع تحتوي على خمسين مليجراما، استمري على هذه الجرعة لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة ويجب أن تتناوليها ساعتين قبل النوم، ويجب أن لا يتعدى ذلك الساعة التاسعة مساء.
استمري على هذه الحبة الواحدة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفضي الجرعة إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء يزيل القلق والتوتر، وهو محسن وملطف للمزاج، وفي نفس الوقت يعالج اضطرابات القولون العصبي أو تهيج الأمعاء والمعدة، وبالطبع ضيق التنفس سوف يختفي تماما بإذن الله تعالى.
ولا شك أنك حين تنامين هذا النوم الصحي سوف يسهل استيقاظك في الصباح، وسوف تحسين إن شاء الله بالنشاط المطلوب في أثناء النهار.
أنصحك بممارسة التمارين الرياضية، فهيا خير كثير، ويجب أن لا تتناولي الشاي أو القهوة أو الميقظات الأخرى كالبيبسي والكولا بعد الساعة السادسة مساء، كما أنصحك بتجنب الأطعمة الدسمة حيث إنها تؤدي إلى اضطراب النوم، وعليك بالطبع بأذكار النوم، حافظي عليها.
يجب أن تستعملي الساعة المنبهة أو ترتبي مع أحد أفراد أسرتك أو صديقة من الصالحات بأن تتصل بك قبل صلاة الفجر بربع ساعة مثلا.
الوسائل سهلة ولكن العزم والنية ورفع الهمة واستشعار أهمية الصلاة حيث إنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، هذا سوف يعطيك الدافعية والقوة.
أريدك أيضا أن تستثمري حياتك بصورة أفضل، أحسني إدارة الوقت، أكثري من الاطلاعات، احضري الدروس وحلقات العلم، كوني من رواد مراكز التحفيظ وحلق القرآن، اتخذي من الصالحات رموزا وقدوة في حياتك، هذا كله إن شاء الله يساعدك لأمور الدين والدنيا، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على الاستشارات التالية حول كيفية المحافظة على صلاة الفجر: (250665-255052-18442-251115-251115).
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.