السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا على مجهودكم الرئع في هذا الموقع.
أنا أعاني من مشكلة تؤرقني، وهي الضغط على الأسنان أثناء النوم، منذ سنوات طويلة، ولكني الآن أضغط على أسناني أثناء اليقظة! بل طوال اليوم، لا إراديا، ألصق لساني بسقف حلقي بصفة مستمرة، وهذا يسبب لي صداعا رهيبا مستمرا، وأشعر بضغط على رأسي كله، ووجع في رقبتي وفي عضلات الوجه والفك، وهذا يجعلني أثور لأتفه الأسباب، وأعاني أيضا من الكلام أثناء النوم، أرجوكم ساعدوني، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كثيرا ما يكتسب الإنسان بعض العادات التي تؤرق منامه وراحته بعد ذلك، ومنها عملية الضغط على الأسنان، والأمر قد يكون بدأ بدايات بسيطة، كعادة كما ذكرت لك، أو ربما يكون ناتجا عن آلام بسيطة في الأسنان، أو التهاب في اللثة، وبعد ذلك تواصل هذا الأمر، وأصبح خبرة مكتسبة ومتراكمة، وبالطبع له سلبيات كثيرة.
بالنسبة للكلام أثناء النوم هي ظاهرة منتشرة، وهنالك عدة عوامل نربطها بهذه الحالة، منها أنها تلاحظ كمشكلة في بعض الأسر، وهذا جعل العلماء يعتقدون أن الجانب الوراثي ربما يلعب دورا في هذه الحالة، أي الكلام في أثناء النوم أو المشي في أثناء النوم، وهي من هذا المنطلق لا تعتبر مرضا، إنما هي حالة لعبت الوراثة فيها دورا.
هنالك بعض الناس أيضا يكون القلق النفسي والإجهاد النفسي والجسدي في أثناء النهار عاملا أساسيا في الكلام أثناء النوم، وقد رأى بعض علماء المدرسة التحليلية أن الكلام في أثناء النوم هو متنفس ووسيلة للتعبير عن أفكار أو أحلام مستقبلية، أو حتى أوهام لم يتمكن الإنسان لأن يفصح عنها في ساعة اليقظة، ولذا يفصح عنها أثناء النوم، ومن هنا اعتبرت متنفسا نفسيا إيجابيا.
عموما لا أود أن أشغلك بهذه النظريات والتفسيرات، أعتقد أن الأمر إذا ربطناه بمشكلة الأسنان فهو ناتج من قلق نفسي، ولكن أرجو مراجعة طبيب الأسنان أولا، للتأكد من عدم وجود أي نوع من الالتهابات أو المشاكل بالأسنان، والتي إن وجدت بالطبع سوف يتم علاجها.
أنصحك بممارسة تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين تمارين جيدة، فعالة، وفي مثل حالتك لابد أن يقوم بتدريبك أحد الأخصائيين النفسانيين، على كيفية تطبيق هذه التمارين.
هنالك تمارين تسمى بتمارين التنفس المتدرجة، وهناك أيضا التمارين المتدرجة لاسترخاء العضلات، وهنالك تمارين خاصة جدا لعضلات الفكين، فأرجو أيتها الفاضلة الكريمة أن تتواصلي مع أحد الأخصائيين النفسانيين.
إذا صعب عليك التواصل مع الأخصائي يمكنك الحصول على كتيب أو شريط أو (CD) أو اللجوء إلى أحد المواقع على الإنترنت، ومن خلال هذه الوسائل يمكنك معرفة التفاصيل، وكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، ولابد من الالتزام بها.
أنصحك -أيتها الفاضلة الكريمة- أيضا بتناول أحد الأدوية المزيلة للقلق والتوتر، وأعتقد العقار الذي يعرف تجاريا وعلميا باسم (موتيفال Motival) متوفر في مصر، وزهيد التكلفة جدا، سوف يكون مفيدا بالنسبة لك، تناولي حبة واحدة ليلا من هذا الدواء لمدة أسبوع، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم حبة واحدة في المساء لمدة ثلاثة أشهر أخرى ويتميز الموتيفال بأنه بسيط وسليم ومفيد كما ذكرت لك.
حاولي أن تكوني حريصة جدا على أذكار النوم، فإن شاء الله فيها فائدة كبيرة لك، وحاولي أن تكوني في لحظات سكون وهدوء قبل النوم، النشاط النهاري واليومي إذا كان سابقا للنوم مباشرة ينعكس بصورة سلبية جدا على مسار النوم، لذا نقول للناس إن راحة الجسد والنفس قبل النوم تعتبر مهمة جدا؛ لأن الحياة النهارية مرتبطة أيضا بحياة النوم، ولا شك في ذلك، فالآن وجد الكثير من العلماء أن خلايا الدماغ نفسها يحدث لها نوع من الترميم – إذا جاز التعبير – وهذا الترميم يحدث أثناء النوم، فإذن إذا كان الإنسان مجهدا ومتعبا لن يتيح فرصة كافية لخلايا المخ، وللنواقل العصبية، والومضات الكهربائية التي تسري في الدماغ، لتكون في وضع استقرار.
إذن: عليك بهذه النصيحة، مع تطبيق الإرشادات الأخرى، وتناول الدواء بصورة صحيحة، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.