الوسواس القهري والأفكار السيئة عن الدين

0 704

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من مرض الوسواس القهري الفكري منذ سنتين، وتأتيني أفكار سيئة جدا، فأشعر أني غير مسلم! فأتشهد، وأتعوذ بالله، لكن ومع مرور الأيام باتت الأفكار تزيد.

صرت أحتاج أن أتشهد أكثر من مرة، ومع الأيام صرت عندما أتشهد أحس أنني لم أنطقها من قلبي أو أني أنتقيها بشكل خطأ، أو غير موقن بها.

تأتيني أفكار وأنا أتشهد فأحس بألم شديد في نفسي، فماذا أفعل؟ ويأتيني وسواس في الصلاة، وعند الدعاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد ثبت أن الوساوس القهرية هي نوع من القلق النفسي، الذي يكون مرتبطا بتغيرات في كيمياء الدماغ، حيث إن التغيير يحصل في مناطق معينة في المخ، منها منطقة تسمى بـ ( نواة كوديت ) ومنطقة أخرى تسمى بـ ( اللوزة ) وكذلك في الفص الصدغي، وقد وجد أن المادة التي تعرف باسم (سيروتونين) يحدث فيها نوع من التغيير أو الضعف في إفرازها.

هذه المتغيرات من الصعب قياسها في أثناء الحياة، ولكن الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات بعد الوفاة تم فحص أدمغتهم، واتضحت الصورة الإكلينيكية التي وصفتها لك، ونسبة لهذه التغيرات الكيميائية، فتعتبر الأدوية الحديثة مهمة جدا لعلاج الوساوس القهرية.

لا نقول إن الأدوية هي العلاج الوحيد، هنالك علاجات أخرى يجب أيضا الالتزام بها، منها أولا عليك أن تعرف أن الوسواس القهري هو قلق نفسي، وأن الوسواس القهري ليس دليلا على ضعف شخصيتك، أو قلة في إيمانك، بل على العكس تماما، إنما هو -إن شاء الله- دليل على قوة إيمانك.

ثانيا: الوساوس مكتسبة، أي أنها غير موروثة أو أنها تتعلق بالجينات، ولذا الشيء المكتسب يمكن أن يفقد عن طريق التعليم المضاد، ولذا وجد علماء السلوك أن أفضل وسيلة لعلاج الوساوس من الناحية السلوكية هو رفضها وتحقيرها، والقيام بما هو مضاد لها وعدم اتباعها.

هذا هو الذي يجب أن تلتزم به، أن تحقرها، أن تضعها تحت قدمك، أن تجعلها في وضع الذلة والهوان، هذا مهم جدا، قل لنفسك (لن أعيرها اهتماما، هذه وساوس) هذا سوف يساعدك كثيرا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأبشرك الأدوية فاعلة، وأريد أن أصف لك دواء يعرف تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة عشرون مليجراما، أرجو أن تتناولها بانتظام بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى أربعين مليجراما – أي كبسولتين في اليوم – واستمر عليها لمدة ستة أشهر، وهذه هي المدة المطلوبة في مثل حالتك، بعد ذلك خفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء، ولابد من الالتزام القاطع بتناول الدواء للمدة المطلوبة وبالجرعة التي وصفناها.

أخي الكريم: تحقير الوساوس هو من أهم العلاجات، وحين تتناول الدواء سوف تلاحظ بعد أسبوعين أو ثلاثة أن هنالك تحسنا قد طرأ عليك، حاول أن تستفيد من هذا التحسن لتطبيق التحقير ومقاومة الوساوس، وباستمرارك في العلاج الدوائي سوف تجد أنك قد أصبحت في حالة طيبة جدا -إن شاء الله تعالى- مع تدعيمه بالعلاج السلوكي كما ذكرنا.

أرجو أن تركز على دراستك، وأن تمارس الرياضة، تواصل اجتماعيا، حاول أن تروح عن نفسك مع أصدقائك من الطيبين والصالحين، احرص على الصلاة في المسجد، صلاة الجماعة، وكن في الصف الأول، وإن شاء الله تعالى، هذه الوساوس سوف تنتهي تماما.

وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، وأن تكون من الناجحين الفائزين.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج وساوس العقيدة سلوكيا 244914 - 260030 - 263422 - 259593 - 260447 - 265121 علاج الوساوس القهرية في الصلاة والطهارة سلوكيا 262448 - 262925 - 262925 - 261359 - 262267 .

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات