أعراض مرض قلق المخاوف البسيط وعلاجه

0 729

السؤال

السلام عليكم.

أود الاستفسار عن حالة أصابتني قبل سنة ونصف تقريبا، وهي لأول مرة تحدث معي، علما أنه لا يوجد تاريخ بالأمراض النفسية في العائلة أبدا، وعمري (25) سنة، وفي آخر سنة لي في الدراسة في تخصصي الطبي، شعرت بعدم الرغبة في هذا التخصص، وبدأت أنفر منه، ومن طبيعة العمل، وبدأت أشعر بالوسواس، رغم أنني لا أعاني منه أبدا، حتى في أول (3) سنوات من الدراسة، وخصوصا في قسم العناية الحثيثة، وقسم الصحة النفسية، حيث أصبحت أخاف أن يصيبني ما أشاهده في القسمين.

هذه الحالة قلت عندما أنهيت دراستي، وعملت في مجال الأدوية، ولكنها تراودني من حين لآخر، والمشكلة الأكبر الآن، هي أنني أشعر عندما أكون في منطقة خارج منطقتي أن شيئا سيئا سوف يحدث لي، وهذا الشعور يأتي ويذهب، وأحيانا يختفي في تلك الفترة، ولكنه مزعج جدا، ويكون شديدا عندما أكون متعبا ومرهقا، حتى إنني أحيانا أحسب حسابا، أو أتردد عندما أخرج لمنطقة أخرى، وأخاف أن يؤثر علي وعلى عملي.

أحيانا عندما أكون في البيت ولا يوجد أحد، أشعر بنفس الشيء أحيانا، أو في فترة الليل، ولكن ليس دائما، (هذه الحالة استطعت تجاوزها، وهي تأتي فقط لأيام معدودة) وهذه الحالة تشتد عند الشعور بالتعب والإرهاق، وأخاف أن يصيبني مرض نفسي، وأنا لأول مرة أشعر بهذا الشعور، حتى إنني أصبحت عندما يكون الجو غائما، أخاف أن يضيق نفسي أو يحدث شيء، أو أصاب بالتوتر.

علما أن هذا الفصل كان من أفضل الفصول لدي، وأنا أمارس نشاطي بشكل طبيعي، ولم يؤثر على حياتي إلا قليلا، ولكنه شعور مزعج جدا، أود التخلص منه للأبد، أريد دواء ممتازا وآثاره الجانبية قليلة.

آسف جدا على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك تعتبر من الحالات البسيطة جدا، فالذي تعاني منه هو نوع من القلق النفسي، وهذا القلق النفسي تشعب لعدة جزئيات، هنالك الجانب الذي نسميه بالقلق التوقعي، أي أنك تبني فكرة قلقية، وهذه الفكرة تجرك إلى أفكار أخرى سلبية، وتبدأ في وضع افتراضات ليس من الضروري أن تحدث أبدا، كما أن الجانب الوسواسي، وكذلك جانب المخاوف مكونات مصاحبة لحالتك القلقية، أرجو أن لا تنزعج أبدا لكل هذه المسميات، فهذه الحالة نختصرها ونسميها قلق المخاوف البسيط، وليست أكثر من ذلك.

أخي الكريم! القلق طاقة نفسية، يمكن أن توجهه بصورة إيجابية ويستفيد منها الإنسان كثيرا، والإنسان الذي لا يقلق لا ينجح ولا ينجز، ولا تجده مثابرا ولا فعالا.

أخي! الحمد لله تعالى أنت تعيش حياتك بصورة طبيعية، بالرغم من وجود هذه العلل البسيطة، وأنا أقول لك: إن ارتباط حالة القلق بالتعب والإرهاق هي علاقة وثيقة ومعروفة، والإجهاد النفسي والجسدي يؤدي إلى زيادة في القلق والمخاوف وحتى الوساوس، أنصحك أن تكون إيجابيا في تفكيرك، فأنت - والحمد لله تعالى - لديك الكثير من الأشياء الطيبة والإيجابية في حياتك.

مخاوفك الأولى حين كنت في دراسة العلوم الطبية، وأصبحت تتخوف من أن يصيبك ما تشاهده أو ما تسمعه أثناء دراستك، هذا شعور طبيعي جدا، أستطيع أن أقول لك معظم طلاب الطب وطلاب العلوم الطبية يمرون بمثل هذه المرحلة، وهي مرحلة عابرة، وليست أكثر من ذلك.

أنصحك أيها الفاضل الكريم! بأن تكثر من التواصل الاجتماعي، هذا مهم جدا، على الإنسان أن يطور من مهاراته الاجتماعية أن يكون له حضور ووجود اجتماعي أيضا من الأمور التي تقوي النفس وتزيل القلق والتوتر، حاول أن تشارك الناس أفراحهم، وانضم للنشاطات الثقافية والعلمية والاجتماعية والخيرية، ففيها خير كثير، والمشاركة في حلقات التلاوة تعطي الإنسان مهارة اجتماعية، ونحن نركز كثيرا على الرياضة، لذا أنصحك بها، وأريد أن أركز على هذه النقطة.

بالنسبة للعلاج الدوائي، أقول لك: نعم أيها الفاضل الكريم، توجد - والحمد لله - أدوية ممتازة وممتازة جدا، والدواء الذي سوف يناسبك كثيرا هو العقار الذي يعرف باسم ( لسترال Lustral ) واسمه التجاري الآخر هو ( زولفت Zoloft ) واسمه العلمي هو ( سيرترالين Sertraline ) أعتقد أنك تحتاجه في جرعة صغيرة الحبة تحتوي على 50 مليجرام، يمكنك أن تبدأ بنصف حبة يوميا، تناوله مساء بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

إذن ( اللسترال ) سوف يكون الدواء الرئيسي بالنسبة لك، وهو دواء سليم وقليل الآثار الجانبية، ويمكنك أن تدعم فعالية ( اللسترال ) بتناول دواء أخرى يعرف باسم ( ديناكسيد ) ومتواجد في الأردن، وهو دواء مضاد للقلق ومفيد جدا، ويدعم فعالية ( اللسترال ) تناول ( الديناكسيد ) بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.

بتناولك لما ذكرناه لك من أدوية، والتزامك بالجرعة ومدة العلاج، سوف تجد فائدة كبيرة جدا - بإذن الله تعالى - من هذا الدواء، وعليك بالتطبيقات السلوكية البسيطة التي ذكرناها لك، فهي لا تقل أهمية من ناحية فائدتها مقارنة بالدواء، والتطبيقات السلوكية تمنع الانتكاسة دائما، وتساعد على استمرارية التعافي.

نسأل الله لك راحة نفسية تامة، وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات