السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمي تعاني من صدرها منذ (11) يوما، بدأت عندما استيقظت صباحا وكان صوتها متغيرا وخشنا، ولديها بلغم كثير، وبعدها بخمسة أيام تقريبا أصابتها كحة قوية، ومعها أيضا بلغم، ويكون في الصباح مائلا للاصفرار الداكن، وفي باقي الأوقات يكون عاديا وكأنه لعاب.

وبعدها ذهبنا للمستشفى وأخذت أكثر من علاج، لكنه لم يفد معها، والآن هي تعاني من كحة شديدة كأنها تقطع حلقها، ورفضت أن تذهب للدكتور مرة أخرى، ووصفت حالتها للصيدلي، فوصف لي علاج (اميدارمين) وتحسن البلغم قليلا، ولكن السعال يذهب ويأتي.

وقد جاءها صباح اليوم بلغم ومعه نطفة دم، مرة واحدة فقط وهي تقول: إنه بسبب السعال الشديد، مع العلم أنها مساء أمس أتاها رعاف دم من أنفها، وهي لا تعاني أبدا من ضيق في التنفس، وتنفسها طبيعي، فما أعراض ذلك؟ وهل لها علاقة بأنفلونزا الخنازير؟ لأنه بنفس المدينة أصيب بعض الأشخاص بالأنفلونزا، وهل من ضروريات أنفلونزا الخنازير أن يصاب الشخص بحمى أو حرارة؟! أمي ليس بها حرارة ولله الحمد.

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن أعراض الأنفلونزا الموسمية العادية قد تكون أشد وأخطر من أنفلونزا الخنازير، ولكن هذه الضجة العارمة المفتعلة من هيئات الصحة العالمية، قد تبين أسبابها ولترويج اللقاح والتطعيم، ولتخويف الناس من الزحام فقط في الحرم ومواسم الطاعات، كما في رمضان والحج، ولكن خيب الله ظنهم، وحفظ العمار والحجاج، وكان العام الماضي من أفضل مواسم الحج، وأقل الوفيات، فلا تساير هذه الموجة من بث الخوف من أنفلونزا الخنازير، خاصة أنك تقطن هذه البلاد المباركة، ونحن على أبواب أفضل الأيام، وهي شهر ذي الحجة، وما فيه من الخير ومواسم للطاعات، وفقنا الله وإياك بأن ننهل منها ما يسعدنا عند لقاء الله عز وجل.

أما عن وجود كحة وبلغم عند والدتك حفظها الله من كل سوء، وعافاها، فالأمر بسيط - إن شاء الله - ولا يستدعي منك كل ذلك القلق، فكبار السن غالبا ما يكثر لديهم البلغم المتجمع في الصدر، وخاصة إذا كان هناك تعرض للتدخين، سواء السلبي منه أو الإيجابي، ولذا يجب إبعاد والدتك حفظها الله عن هذه الأجواء.

كذلك من أسباب الكحة المستمرة التعرض لمهيجات الحساسية، من تراب ودخان وعطور وبخور، ومبيدات حشرية ومنظفات صناعية، ولذا يجب توخي الحذر، والبعد عن مثل هذه المهيجات، وكذا يمكنها تناول حبوب مضادة للحساسية مثل كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، إذا كانت لا تعاني من ارتفاع الضغط، وإلا فسوف نكتفي بالوقاية عن طريق تجنب المهيجات.

أما بالنسبة لما نزل من بلغم يحتوي على قطعة صغيرة من الدم فذلك يحدث غالبا من جراء تكرار الكحة، لمدة طويلة، فتنفجر بعض الشعيرات الدموية الدقيقة الموجودة في الشعب الهوائية، والرئتين لتخرج هذه القطعة الصغيرة، وقد يكون سببها أيضا بواقي من آثار الرعاف الذي انتابها من قبل، وبقي بعض الدم في الأنف، ونزل أثناء السعال، ولذا يجب أن لا تقلق نفسك أبدا، فالأمر في غاية البساطة.

خاصة مع عدم وجود ارتفاع في الحرارة، فعليها أن تكثر من السوائل، وخاصة الدافئة لإذابة البلغم المتجمع، وإن لم يحدث التحسن المطلوب فيمكننا إعطاؤها مذيبا للبلغم، مثل ريناثيول شراب للكبار ثلاث مرات يوميا، نسأل الله أن يمن على والدتك بالشفاء العاجل، ويلبسها لباس الصحة والعافية.

وبالله التوفيق.