السؤال
بعد سبع سنوات من الزواج لم يحدث لي حمل، وبدون أي سبب، مع العلم أن دورتي منتظمة والحمد لله، وبالرغم من عملي خمس محاولات أطفال أنابيب، إلا أنها لم تتكلل بالنجاح، مع أن كل فحوصاتي وكل التحاليل التي عملتها جيدة جدا، ولا توجد أي مشكلة بالنسبة لي ولزوجي، وعند تلقيح البويضات في عملية طفل الأنابيب تصبح الأجنة من الدرجة الأولى والثانية -أي من الدرجة الممتازة- لكن المشكلة عند إرجاعها للرحم لا تثبت فيه، ولا أعرف ما هو سبب عدم تعشيشها في الرحم! حيث أجري لي عملية ناظور للرحم، وأكد لي الدكتور أن بطانة الرحم سليمة، ولا توجد أي مشكلة فيها.
أنا محتارة، ماذا أفعل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم يا عزيزتي، ففي نسبة تعادل الـ(20%) من الحالات التي لا يتم فيها حدوث الحمل، تكون كل التحاليل للزوجة والزوج طبيعية، ولا نتمكن من معرفة سبب عدم حدوث الحمل، وهو ما نسميه بالعقم الغير مفسر، ورغم تقدم العلم والطب فما زلنا عاجزين عن فهم هذه الحالات، وصدق الله العظيم حين قال في محكم كتابه: ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))[الإسراء:85].
والشيء المهم معرفته في هذه الحالات هو أن الحمل قد يحدث بشكل عفوي في أي وقت وبدون أي علاج، فلا تيأسي، ولا تستسلمي، وأنصحك بالاستمرار في تكرار محاولات أطفال الأنابيب، وأعرف بأنها مجهدة نفسيا وجسديا وماديا، ولكن تبقى هي الحل إن شاء الله، ولا أنصحك بعمل فواصل طويلة بين المحاولات، بل من الأفضل تكرار المحاولة بعد استراحة من 2-3 أشهر فقط إن أمكن ذلك، فقد وجد بالدراسات أنه عند وجود فاصل زمني قصير بين المحاولات تكون نسبة النجاح أفضل؛ ذلك أن نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب هي نسبة تراكمية، أي تزداد مع كل محاولة، وهنالك الكثير من الحالات التي حملت بعد سادس أو سابع محاولة، فلا تجعلي لليأس طريقا إلى نفسك، وتذكري بأن أجرك يوم القيامة، يوم يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وسيكون أجرك على قدر مشقتك.
وتذكري بأن الذرية هي نوع من الرزق الذي إن كتبه الله لك فستنالينه عاجلا أم آجلا، لذلك عليك أن تستمري بالأخذ بالأسباب، ومن ثم توكلي على الله.
ونسأل الله عز وجل أن يرزقك ما فيه الخير لك في دينك ودنياك.