العلاج الأنسب لضعف الذاكرة وقلة الحفظ

0 666

السؤال

السلام عليكم.

إخواني الكرام جزاكم الله كل خير، أنا أعاني من سوء في الفهم، وقلة الحفظ، وضعف في الذاكرة، ذهبت إلى طبيب وأعطاني رتالين وجنكو، وأنا أستخدمهما منذ سنة، ولا أرى أي فائدة، علما أن عمري 25 سنة.

قد كنت مدمنا على العادة السرية منذ بلوغي، على الأقل مرة واحدة في اليوم، إلا أني تركتها منذ شهر - الحمد لله - فهل سبب ما أنا فيه هو إدماني السابق على العادة السرية؟ وما هو العلاج الذي أحتاجه؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Eisaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن أحد الأسباب الرئيسية لضعف الذاكرة في مثل عمرك، واضطراب التركيز، وتشوش الأفكار، هو وجود القلق النفسي، والقلق النفسي يمكن أن يكون قلقا ظاهرا وواضحا، أو قلقا مقنعا، أو قلقا داخليا، وتكون له تبعات وإفرازات مثل ضعف التركيز.

ولا شك أن العادة السرية هي عادة قبيحة وسيئة، وهي تؤدي إلى شيء من انحطاط الذات، والشعور بالقلق الداخلي، والذي يتميز بشيء من الكتمان وافتقاد الفعالية النفسية، وأنا سعيد بالطبع أنك قد توقفت عنها، وهذا سوف يعود عليك بالخير الكثير، وسوف يساهم بإذن الله تعالى في تحسين الذاكرة لديك.

بالنسبة للأدوية التي أعطاها لك الطبيب، فالريتالين هو دواء خاص جدا، ودواء يستعمل في حالات ضعف التركيز وفرط الحركة الزائدة، خاصة لدى الأطفال، هذا الدواء يفيد إذا كان التشخيص صحيحا، أي أنك بالفعل تعاني من شيء من فرط الحركة، وكذلك ضعف التركيز الناتج من هذه الحالة، والريتالين دواء بطيء، ولكنه مفيد ويتطلب الالتزام، أما بالنسبة للجنكو فأنا لا أرى فيه فائدة كثيرة، وإن كان بعض الأطباء يصفه.

الذي أراه مفيدا لك أكثر هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق وللاكتئاب، ومن أفضلها وأحسنها الدواء الذي يعرف علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، ويسمى تجاريا باسم (بروزاك Prozac)، وربما يوجد في سوريا تحت مسميات تجارية أخرى، فابحث عنه تحت مسماه العلمي الذي ذكرناه، وإذا أردت أن تناقش هذا الأمر مع طبيبك فهذا أيضا أمر محمود وجيد.

جرعة الفلوكستين التي تحتاج لها هي أن تبدأ بكبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرون مليجرام، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهذا الدواء سليم وغير إدماني ويفيد كثيرا.

هنالك إرشادات أخرى لابد أن أوجهك إليها، وهي أن تمارس الرياضة، فالرياضة تساعد على تنشيط المواد الكيميائية الداخلية، وتحسين الدورة الدموية، ونسبة الأكسجين الذي يصل إلى الدماغ، وهذا لا شك أنه يساعد في تحسين الذاكرة كثيرا، وعليك أيضا بأخذ قسط كاف من الراحة، فهذا مفيد.

أخي الفاضل الكريم: قراءة القرآن بتدبر وتؤدة وتمعن، لا شك أنه مفيدة في تقوية الذاكرة، هذا الأمر مثبت ولا مبالغة فيه، ويجب أن نتذكر الدليل القرآني، وحفظة القرآن حفظهم قائم على تذكرهم للقرآن، وكلما راجعوا القرآن وراجعوا حفظهم كلما زاد تذكرهم له، وهم يتمتعون بذاكرة قوية، وقد قال تعالى: ((واذكر ربك إذا نسيت))[الكهف:24] هذا أحد المعينات التي يجهلها الكثير من الناس، ولكننا نحن نقول وبكل تواضع وثقة علمية كاملة: أن هذا العلاج القرآني مهم وشاف بإذن الله تعالى.

أنصحك أيضا بأن ترتب وقتك وتنظمه، فترتيب الوقت يجعل الإنسان يحس بالراحة والرضا، عليك أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، وممارسة الرياضة كما ذكرنا لك، وعباداتك يجب أن تكون في وقتها، ويجب أن تحافظ على عملك وتتطور في ذلك، وعليك بالتواصل الاجتماعي، أن ترفه عن نفسك بما هو مباح ومشروع، وعليك بالقراءة، القراءة مدعمة للفكر، مزودة للإنسان بما هو مفيد بالطبع، وهناك دراسات الآن تشير أن القراءة ترمم خلايا الدماغ وتساعد في ذلك، ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول علاج ضعف الذاكرة سلوكيا (226145 - 264551).

فيا أخي الكريم أخذك بهذه الإرشادات سوف يفيدك كثيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات