انعدام الرغبة في الزواج عند بعض النسوة

0 625

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر (27) عاما، تقدم لي الكثيرون، ولكني لم أفكر أبدا بالزواج، وربما وافقت مرة فقط من أجل سعادة والدي، فهم دائما ينصحوني بالزواج، وأنه لا ينبغي أن أبقى هكذا بدون زوج ولا رجل، لكن حدث سوء فهم مع الخاطب قبل عقد الزواج بيوم، فكانت سعادتي لا توصف لأني كنت لا أريد الزواج، وإنما وافقت من أجل سعادة والدي.

المشكلة الحقيقية أنني لا أشعر أبدا برغبة في الزواج، ولا أرغب أبدا أن أكون أما ولا أشعر بتلك المشاعر التي يتحدث عنها صديقاتي، وميولهن للأمومة والزواج، ولا أدري ما سبب ذلك.

علما بأني متعلمة ومثقفة، وأعمل بالطوارئ، ودوامي يكون نهارا أو مساء أو ليلا، فهل أمري عادي أم أنني أعاني من مشاكل؟ علما بأني الكبرى والبكر، ولا أدري إن كان تبلد مشاعري تجاه الزواج يؤثر على أخواتي؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إلهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن ما تشعرين به أصبح كثير الحدوث بين الفتيات خاصة العاملات، وقد تكون نظرتك للزواج قد بنيت بناء على تجارب المحيطين بك، فتكونت لديك صورة سيئة وانطباع سلبي جعلك تشعرين بأن الزواج سيتعارض مع طموحاتك وأحلامك العلمية والعملية، وهذا ما يجعلك تغضين النظر عن التفكير به، وهذا باعتقادي شعور مؤقت لديك، نابع عن ردة فعل منك لا إرادية نحو ما يمكن أن يقف بينك وبين طموحاتك.

الحقيقة بأن الناس رجالا ونساء يختلفون في ترتيب أولوياتهم في هذه الحياة، وهذا أمر مقبول ويعتبر طبيعيا وليس عيبا أو شذوذا عن المألوف، طالما أنه في فترة معينة من العمر هي فترة الطموحات، لكن يتفق الجميع ولو نظريا على أن الزواج هو الطريق السليم والفطري للاستمرار في هذه الحياة.

إن كانت طموحاتك العلمية والعملية هي الآن من ضمن أولوياتك، والتفكير في الزواج يأتي بعدها فذلك بسبب خوفك من عدم القدرة على الجمع بين الأمرين، وهو شعور طبيعي، بل بالعكس هو شعور يعكس إنسانة حساسة ومثالية وذات إحساس عال بالمسئولية، وستكون مستقبلا أما مثالية، وزوجة ناجحة ومعطاءة.

أستطيع أن أطمئنك فأنت طبيعية، فلا تحكمي على نفسك في هذه الفترة من العمل ومسؤولياته في الطوارئ، فهو بالتأكيد يجعلك تعزفين عن التفكير في الزواج بسبب إحساسك بأنك غير قادرة على الجمع بين الاثنين، وجربي العمل النهاري وبدوام جزئي فحينها ستجدين بأنه لن يتعارض مع مسؤوليات البيت والأسرة.

لا يجب أن نختصر مفهوم الزواج على أنه علاقة جنسية فقط بل هو أوسع وأعمق من ذلك، فهو الإطار الآمن الذي أراده الله عز وجل لاستمرارية الجنس البشري.

أرى أن تصارحي نفسك ما هو السبب الذي يجعلك ترفضين الزواج؟! هل هو خوفك من تحمل المسئولية أم اعتقادك بأن الزواج سيقف حائلا بينك وبين طموحاتك أم ماذا؟ فبعض الأسباب هي أشياء وهمية، أو خبرات سيئة اكتسبناها من الغير، وبعضها الآخر سهل الحل أو التعامل معه.

أنصحك بعدم رفض كل من يتقدم لك بناء على ما يراودك من أفكار فقط، بل عليك التفكير بعمق أكثر، وتحديد سبب الرفض، ومن ثم محاولة اختيار من تشعرين بأنه سيساعدك في بناء حياة أسرية ناجحة بإذن الله، نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.
وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات