السؤال
أهل زوجي على دين وخلق ولكنهم يضايقونني في أحيان كثيرة بقصد، وأحيانا بدون قصد، وعندما أشتكي لزوجي يقول لي: اصبري، ولكني أشعر أنه شيء صعب علي جدا وفوق طاقتي، فهل أقاطعهم تماما أم أقلل علاقتي بهم أم أرد عليهم الإساءة بمثلها أم أصبر؟! علما بأني أشعر أن الصبر فوق طاقتي.
أفيدونا مأجورين وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن عاقبة الصبر طيبة، والله سبحانه يعطي الصابرين بغير حساب، والصبر نصف الإيمان، وما أعطي الإنسان بعد الإسلام عطاء أوسع من الصبر، وإذا كان زوجك يدعوك للصبر فهو يتفهم المعاناة وهذا هو المهم، وأنت متزوجة منه هو، وكل مشكلة أمرها سهل ما لم تكن مع الزوج.
ولا يخفى عليك أن صبرك عليهم سوف يغيرهم للأفضل، وقد أسعدني أنك قلت أنهم قد يضايقونك من دون قصد وهذا ما نرجحه؛ لأنه لا مصلحة لهم في مضايقتك وأنت زوجة ابنهم وأخيهم، فلا تعطي الشيطان الفرصة.
وكم تمنينا أن تدرك كل زوجة أن إحسانها إلى أهل الزوج من أقصر الطرق إلى قلب الزوج، كما أن إحسانها لأهلها يحمل الزوج ويدفعه لتقدير أهلها ويعوضها الله بالأبناء البررة، وحصول الغيرة بين أم الزوج وأخواته وزوجته متوقع؛ لأن زوجة الأخ جاءت لتشاركهم في حبه وجيبه.
ونحن نوصي كل زوج بضرورة أن يحسن إلى أهله ويزيد في بر والديه بعد الزواج حتى يفوت الفرصة على شياطين الإنس والجن، ونوصي الزوجة أيضا بأن تقدر تلك المشاعر وتجتهد في إظهار الاحترام لزوجها، وأن تقدم التنازلات رغبة في ثواب الله ثم طمعا في رضى زوجها.
ومن هنا فنحن نحذرك من الرد عليهم ونحذرك من مقاطعتهم، ولا مانع من أن تتجنبي الأمور التي تولد الاحتكاكات، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يوفقك لما فيه الخير، ومرحبا بك في موقعك ونسأل الله أن يصلح الأحوال.
وبالله التوفيق والسداد.