السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين، وعمره مناسب، لكنه فقير جدا ولا يملك بيتا، يريد أن يسكن عند أهله، وبيت أهله ليس ملكا، وأنا وضع أهلي جيد جدا، ومعتادة على الحياة الكريمة، هل أستطيع أن أعيش معه؟ أشعر بأنني لن أرتاح في العيش مع أهله، فأنا طوال عمري أحلم أن أعيش في بيت أكون أنا سيدته، إذا كان راتبه متدنيا جدا وعمره في أواخر العشرين هل يستطيع أن يؤمن بيتا لي في مرحلة شبابنا؟ كما أنه غير متعلم وأنا متعلمة، وجمالي متواضع، وهذا يعني أن فرصي قليلة.
أريد نصيحتكم، وأن تردوا علي بسرعة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هنا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
لا شك أيتها الكريمة أن أهم ما يطلب من الصفات في الزوج أن يكون على خلق ودين، فإن خلقه يدعوه إلى حسن المعاشرة للزوجة، ودينه يمنعه من ظلمها، وأما الغنى والفقر فأمور عارضة كما يقول علماء المسلمين، فلا يدوم الحال غنى وفقرا، فمن كان غنيا اليوم قد يكون فقيرا غدا، والعكس كذلك.
ومن ثم فإذا كانت فرص الزواج أمامك قليلة، وتخشين أن يفوتك قطار الزواج، فنصيحتنا لك أن تهيئي نفسك بالصبر على شظف العيش والتقلل من الدنيا، والتعود على الحياة المتواضعة السهلة، وأن تعلمي بأن من هم خير منا قد عاشوا حياة متواضعة، وإذا وطنت نفسك على هذا فإنك ستستطيعين بإذن الله تعالى أن تعيشي مع هذا الزوج على الحال الذي هو فيها، وربما تيسر لك الأمر فأعنته أنت أيضا.
هذه نصيحتنا التي تظهر لنا فيما هو ظاهر من حالك كما ذكرت من قلة فرص الزواج، وكون الرجل يجد بيتا الآن يسكن فيه مع أهله، ولو كان بالأجرة، فإنه قد يجد عملا أو نحو ذلك يستطيع أن يؤمن باقي متطلبات الحياة منه، وليس لازما عليك أن تقبلي به زوجا، ومن ثم إذا كنت ترين أنك لست مؤهلة لأن تعيشي هذه الحياة أو لا تقدرين عليها، أو وجدت نفسك منقبضة النفس منها، فاسألي الله سبحانه وتعالى أن يعوضك غيره وأن ييسر لك سبل الزواج.
لكن نصيحتنا ابتداء أنه إذا كانت المسألة فقط مترتبة على أنك تريدين أن تعيشي في بيت مستقل تشعرين بالسيادة فيه، أو نحو ذلك، فهذه الأمور يمكن التنازل عنها في مقابل أن تتزوجي، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك في الزواج خيرا، ومن أعظم مقاصد الزواج تحصيل الذرية الصالحة، وغير خاف عليك أهمية الولد الصالح ومنافعه التي جعلها الله عز وجل فيه في الدنيا والآخرة، فلا ينبغي أن تجعلي هذه الأمنيات حائلا بينك وبين الزواج بمثل هذا الزواج الذي وصفته من الدين والصلاح.
ونوصيك بالاستخارة لله سبحانه وتعالى قبل أن تقدمي على الأمر، ومشاورة العقلاء من أهلك كأبويك ونحوهم وما انشرح له صدرك وانبسطت إليك نفسه، فأقدمي عليه وتوكلي على الله.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.