السؤال
أعاني دائما من حساسية من أصوات معينة، وعند سماعي لهذا الصوت تظهر الأعراض التالية: (ارتفاع درجة حرارة الجسم، ألم في المعدة، توتر، تشنج في العضلات يؤدي لألم يستمر يوما كاملا، صداع)، علما بأنها ليست أصواتا مرتفعة، ومن هذه الأصوات مثلا صوت خشخشة الذهب، وهذا الأمر أتعبني كثيرا وقيدني.
وقد بدأت معي هذه الحالة منذ الصغر، وكانت بأصوات مختلفة، والآن صوت الذهب عندما اشترته أختي، وخاصة أساور اليد، فأرجو منكم الرد مشكورين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا الذي يحدث لك يشبه القشعريرة التي تحدث كرد فعل لبعض الناس؛ وذلك كتفاعل لما يدور في محيطهم، والناس تختلف في مدى التحمل للأصوات.
ويعرف أن الذين يعانون من القلق النفسي بصفة عامة يجدون صعوبة في تحمل الأصوات، وكذلك الضوضاء وحتى وإن كانت الأصوات خافتة ربما يأتيهم هذا الاستشعار الذي يشبه القشعريرة، ويسبب لهم الكثير من القلق والتوتر، وأعتقد أن هذا هو الذي يحدث لك.
إذن التشخيص هو حالة قلقية تحمل السمة الوسواسية وتكون بداياتها هذا الصوت الذي وصفته بخشخشة الذهب، وهذا النوع من الخوف والقلق الوسواسي مكتسب، ولابد أنه من تجربة حدثت لك ومنذ وقت بعيد، وأنت كما تفضلت وذكرت وأن التفاعل مع هذه الأصوات بهذا المكون القلقي كان يأتيك منذ الصغر، وشعورك بارتفاع درجة الحرارة لا أعتقد أنه ارتفاع حقيقي في درجة الحرارة، ولكن هو شعور ينتج من الانشداد العصبي، أما ألم المعدة، وكذلك التشنجات العضلية، فكلها ناتجة من القلق؛ ولأن القلق هو نوع من التوتر النفسي، وينتج عنه توتر عضلي، وأكثر أعضاء جسم الإنسان تتوتر نتيجة القلق هي المعدة والأمعاء، وكذلك عضلات الصدر، وعضلات الرقبة والكتفين، وعضلة فروة الرأس وأسفل الظهر، وهذه أكثر تأثرا بالقلق.
أتمنى أن يكون هذا الشرح البسيط قد أفادك في تفهم هذه الحالة، ويكون العلاج هو بالتجاهل التام، وأن تعرضي نفسك بقدر المستطاع لهذه الأصوات، أي مثل خشخشة الذهب، أعرضي نفسك لها حتى يحدث لك نوع من التواؤم والابتعاد لتجنب مثل هذه الأصوات ولا شك أنه سوف يدعم الخوف الوسواسي وكذلك القلق.
يجمع علماء النفس أن التعرض مع منع الاستجابة السلبية هو أفضل طريقة لمواجهة هذا النوع من القلق الوسواسي، والتجاهل لابد أن يكون مستصحبا بتحقير الفكرة، وتحقير الفكرة لا يتم إلا إذا ناقش الإنسان نفسه وحاول أن يحلل هذا الذي يجري من شعور بعدم تحمل هذا الصوت، وبعد ذلك يحاول أن يخضع الإنسان هذا الأمر للمنطق، وسوف تصلين - إن شاء الله - لنتيجة طيبة، وهي أن هذا الذي يحدث حساسية من الصوت يجب أن يتم تحقيرها وتجاهلها؛ لأنها أمر لا يستحق أبدا أن يشغل الإنسان نفسه به.. كثرة هذا التعريض والتفكير المنطقي يساعد كثيرا في علاج الحالة.
أنصحك أيضا بأن تمارسي تمارين الاسترخاء، وهناك عدة تمارين، ومنها طريقة تعرف باسم جاكبوسون، وللتعرف على تفاصيل هذه الطريقة يمكنك تصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية إجراء تمارين الاسترخاء وتطبيقها، وما هي أنواعها.
المحور الأخير في العلاج سوف يكون من الجيد أن أصف لك دواء له سمات علاج القلق والوسواسي، وكذلك المخاوف، ومن أفضلها الدواء الذي يعرف باسم فافرين (Faverin) وهو الاسم التجاري، أما الاسم العلمي فهو فلوفكسمين (Fluvoxamine)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بجرعة 50 مليجراما ليلا بعد الأكل، واستمري عليها لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى 50 مليجرام ليلا لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا هو الذي أنصح به، والتجاهل مع التفهم وتناول الدواء، وممارسة تمارين الاسترخاء، واستثمار الوقت بصورة مفيدة، هذه الركائز العلاجية الأساسية التي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وأسأل الله تعالى لك العافية.
وبالله التوفيق.