السؤال
مشكلتي أن أهلي لا يسألون عنا، ولا يهمهم أمري أنا وأخواتي أبدا، وهذا الأمر أرهقني كثيرا، فأنا أشعر أن أمورا كثيرة تنقصني، وبحاجة إلى النصح والإرشاد، ومررت بمشاكل كثيرة، وكم كنت بحاجة إلى نصيحة من أمي أو كلمة تطمئنني وتشعرني بالأمان، ولكنني لم أجدها، نعم أنا بحاجة إلى أحد يحبني ويخاف علي، وأنا أعيش مأساة كل يوم عندما أرى كم أصبحنا أنا وأخواتي بعيدات عن بعضنا، فكل واحد منا يعيش في عالم خاص به، ولا أحد يهتم بالآخر، بعدما كنا عائلة متماسكة لا تهزها ريح.
أرجوكم قدموا لي نصائح تنقذني مما أنا فيه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ بيسان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن مضمون هذه الرسالة وفحواها يدل على أنك ناضجة ولله الحمد، فاحمدي من وهبك هذا الوعي، وقومي أنت بهذا الدور تجاه نفسك أولا بحملها على التمسك بهذا الدين، وضعي نفسك مع الصالحات، وأكثري من التوجه إلى رب الأرض والسماوات، واعلمي أن شعورك بخطورة ما حصل بينكم من تفرق وإهمال هو البداية الصحيحة والهامة في تصحيح المسار، ومرحبا بك في موقع ستجدين من يقوم لك بدور العم والخال، وشرف لنا -يا بنيتي- أن نكون في خدمة فتياتنا وشبابنا الذين هم أمل الأمة بعد توفيق الله.
وأرجو أن ينتبه الآباء والأمهات إلى خطورة إهمال الأبناء والبنات، وليتهم أدركوا أن حاجة الأبناء إلى الرعاية والتوجيه لا تقل عن حاجتهم للطعام والشراب، ولكن إذا قصر الآباء في ذلك فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين، فكوني مع الله، ولا تبالي، واستفيدي من نصائح وتوجيهات الصالحات، واقتربي من أسرتك ومحارمك والعمات والخالات، وتواصلي مع المواقع الفاضلة، واشغلي هذه النفس بالحق والخير قبل أن تشغلك بغيره.
ولا شك أن الإنسان يشعر بالمرارة لما يحصل لكم، ولكننا ندعوك إلى منح أخواتك الاهتمام الذي فقدته بالأمس، وسوف تشعرين عند ذلك بأنك تقومين بدور كبير ورسالة، ونحن نتمنى أن تبذل كل فتاة حرمت العاطفة عاطفتها لإخوتها الصغار ولمن حولها من أخواتها، فإن ذلك يفيدها، وهي قبل ذلك تؤجر، والله سبحانه يجزي المحسنين.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واستقبلي الحياة بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، ولا تقولي: لو كان كذا لكان كذا، ولكن قولي: قدر الله وما شاء الله فعل، وانطلقي إلى الأمام، والله يحفظك ويرعاك ويتولاك.
وبالله التوفيق والسداد.