انسداد الأنف وعلاقته بانقطاع النفس أثناء النوم.

0 901

السؤال

السلام عليكم.
في البداية أود أن أشكركم؛ لأنكم بالفعل ساعدتموني من قبل في عدة استشارات، وكنتم خير عون لي جزاكم الله خيرا.

أعاني على فترات متباعدة من انقطاع بالتنفس أثناء النوم، فقد تحدث مرة في الشهر، وأحيانا تختفي لشهور وأنساها، ولكن تعود مرة أخرى؛ حيث أستيقظ من النوم فجأة وكأني أموت بدون نفس، ويعود لي النفس بمجرد الاستيقاظ، علما بأني إنسانة نحيفة جدا، وأنام وفمي مفتوح؛ حيث أعاني من الجيوب الأنفية، وألاحظ أن هذا يحدث في الأيام التي أنام فيها مرهقة، أو الأيام التي أنام فيها وأشعر بالضيق من مشكلة ما في حياتي، فهل الإرهاق أو الضيق له علاقة بهذا الأمر؟

وأنا أعاني في بعض الأيام من آلام بسيطة في فم المعدة، مع رغبة في التجشؤ، فهل لهذا علاقة بما أعانيه أثناء النوم؟

استشارة أخرى:

ابني يبلغ من العمر عاما واحدا؛ حيث أنه أصيب باحتقان في الحلق، وبعده بأربعة أيام بإنفلونزا، وبعده انتكاسة - كما قال طبيبه - على شكل احتقان في الحلق، وأصيب في تلك الأيام بحول في عينه مع الحرارة، وأجريت له تحاليل Rcpولله الحمد لم يظهر فيروس في المخ.

هو الآن ومنذ ثلاثة أسابيع درجة حرارته 37.5 أحيانا تصبح عادية ثم تعود 37.4 وأحيانا 37.6 وهكذا، أجريت له تحاليل بول وظهر صديد بنسبة ضئيلة، فالمعدل الطبيعي كان 5 وهو كان بين 6 - 8 فأوصى الطبيب بالإكثار من شرب الماء، ولا يحتاج لأي علاج آخر سوى بعض الفيتامينات، كالسيوم وفيتامين سي، ومجموعة (ب) فهل هذا صحيح؟ ولماذا أصبحت حرارته بهذا الشكل؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أما عن الاستشارة الأولى وهي: انقطاع التنفس أثناء النوم، فإنه دائما ما يحدث مع من لديه وزن زائد وسمنة مفرطة بدرجة كبيرة، وكذلك من لديه انسداد في الأنف، فيضطر للتنفس طوال نومه من فمه، فمع دخول هواء الشهيق من الفم، إذا كان هناك ترهل في عضلات الحلق بسبب السمنة الزائدة أو كبر السن، فيسبب هذا الهواء اهتزازا شديدا بعضلات الحلق؛ مما يسبب شخيرا؛ فلذا أنا أتعجب لقولك أنك نحيفة جدا!

بعض الأحيان تكون اللهاة -الموجودة في نهاية الحلق والمتدلية بين اللوزتين- طويلة، ونتيجة لجفاف الحلق والفم من اللعاب بسبب التنفس من الفم، تلتصق اللهاة بالبلعوم خلفها مسببة انسدادا لمجرى الهواء الوحيد المتوفر لديك، وهو عن طريق الفم؛ (حيث أن التنفس عن طريق مجرى الأنف خارج الخدمة منذ أمد بعيد)، فيحدث الاختناق؛ مما يوقظك من النوم، فمع الاستيقاظ وبلع الريق تنفصل اللهاة من التصاقها ليسترد الهواء طريقه إلى الرئتين، وأتخيل أن هذا هو السبيل الوحيد لتفسير وجود مثل هذا الاختناق في شخص نحيف أثناء نومه.

وأما عن اقتران وحدوث هذا الأمر مع الإرهاق فذلك مشاهد ومعروف، أن هناك أناسا لا يصدر عنهم الشخير أثناء النوم إلا مع الإرهاق الشديد؛ وذلك بسبب ترهل عضلات الحلق مع الإرهاق؛ ولذا يزداد اهتزاز اللهاة لديك مع تنفسك من الفم حتى تلتصق بالبلعوم خلفها.

وأما بخصوص الضيق فلو كان الاختناق يحدث أثناء استيقاظك لقلنا أن ذلك من الممكن أن تكون حالة نفسية، ولكن لما كان الاختناق يحدث حال النوم؛ لذا فإني أستبعد أن يكون الضيق سببا مباشرا لحدوث الاختناق.

وبخصوص ما تعانينه من آلام في فم المعدة، ورغبة في التجشؤ فقد يكون لهما علاقة، فمن المعلوم أن حالات ارتجاع المريء والتي يحدث فيها رجوع حمض المعدة إلى المريء تكثر أثناء النوم لعدة أسباب:

- أولا: انتفاء عامل الجاذبية، حيث يكون الجسم في وضع أفقي أثناء النوم، وهذه الجاذبية تساعد على عدم صعود الحمض من المعدة إلى المريء.

- ثانيا: توقف البلع أثناء النوم، والذي من شأنه حال الاستيقاظ دفع اللعاب من الفم إلى أسفل؛ مما يعمل على دفع ومعادلة أي أحماض موجودة في المريء فيقل الإحساس بالحموضة.

- ثالثا: اللعاب الذي يقل إفرازه أثناء النوم، والذي يقل جدا إلى أن يصل الأمر إلى جفاف الفم والحلق بسبب التنفس من الفم، عوضا عن الأنف.

وقد تبين وجود بعض الأعراض لارتجاع المريء، بخلاف حرقان فم المعدة؛ حيث يرجع الحمض إلى مستوى أعلى من المريء، أي إلى الحنجرة والبلعوم، مسببا التهابا مزمنا فيهما، مع كحة وبحة في الصوت، وقد يصل الأمر إلى أن يسبب أزمة ربو، والتهابا في الجيوب الأنفية.

ولذا فأرى أن نبدأ في حالتك بمعالجة سبب انسداد الأنف، فإذا كان بسبب اعوجاج في الحاجز الأنفي فله عملية بسيطة لتقويم هذا الاعوجاج، وإذا كان الانسداد بسبب حساسية الأنف فيتوجب عليك البعد عن كافة مهيجات الحساسية من تراب، ودخان، وعطور، وبخور، ومبيدات حشرية، ومنظفات صناعية، ووبر الصوف، والغنم، وزغب الطيور، مع تناول حبوب مضادات الهيستامين مثل كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، مع بخاخ رينوكورت بخة مرتين يوميا، وكذلك بالكشف سوف يتبين إذا كانت اللهاة من الطول بحيث يمكنها أن تسبب هذا الاختناق من عدمه، فإذا كانت هي السبب فيمكن تقصيرها جراحيا.

وأما بخصوص الاستشارة الثانية والخاصة بابنك البالغ من العمر عامه الأول، والذي عانى من نزلة برد أو إنفلونزا، وكان مصحوبا بالتهاب في الحلق، وارتفاع في درجة الحرارة، وتم علاجه، وحدث له انتكاسه وذلك يحدث غالبا، ونظرا لطول مدة المرض والعلاج، ولطرح القلق جانبا قمت بعمل اختبار لفيروس الإنفلونزا في الدم، وتبين عدم وجوده - والحمد لله - ويتبقى شكواك بأنه الآن ومنذ ثلاثة أسابيع درجة حرارته 37.5 أحيانا تصبح عادية ثم تعود 37.4 .

فنقول لك لطمأنتك أن حرارة الجسم العادية تتراوح من 36.5 : 37.5 حسب كل جسم وطبيعته؛ فلذا يجب أن تطرحي القلق جانبا؛ لأن ابنك - وبفضل الله - في أفضل حال؛ ولذا لم يكتب له طبيبه المعالج إلا فيتامينات سواء فيتامين سى، والذي يعمل على رفع المناعة في مواجهة الإنفلونزا، وكذلك وصف له فيتامين (ب) والكالسيوم اللازم لنمو جسمه وعظامه.

فالأمر أهون من ذلك، وأخيرا ندعو الله عز وجل أن يمن عليكم بالصحة ودوام العافية، وأن ينبت ابنك نباتا حسنا، ويقر به عينك.. اللهم آمين.

والله الموفق.


مواد ذات صلة

الاستشارات