السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحالة التي يعاني منها ولدي أنه كثير الحركة، وضعيف التركيز، ويفعل أشياء دون التفكير بها، وتأخر عنه النطق، وضعيف في السمع، وكثير النسيان، أي عندما يحفظ الواجب المدرسي ينساه بعد خمس دقائق، وبعض الأحيان تكون عنده ذاكرة جيدة.
عندما راجعت أطباء كثيرين، قالوا: سبب الحالة ضعف السمع، ولكن السمع متفاوت، أحيانا يكون قويا، وأحيانا يكون ضعيفا، وعندما راجعت أطباء النفس والعصبية قالوا هذه الحالة تحدث عند الأطفال، وهي خمول في الدماغ، وأسبابها تنطبق عليه، هي قلة التركيز وكثر الحركة والنسيان الكثير، وعندما راجعت آخر دكتور وصف لي دواء انفتامين، فهل هو مفيد لأطفال بعمر (6-8 سنوات)؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بداية نسأل الله تعالى لابنك الصحة والعافية، ويظهر أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، لديه تأخر في النطق وضعف في السمع، كما أن قدرته المعرفية ربما تكون محدودة بعض الشيء، هذا الطفل لاشك أنه في حاجة إلى عناية وراعية خاصة فيما يخص التعليم، وهنالك الآن مبدأ دمج الأطفال من هذه الفئة في المدارس العادية، وهذا أعتقد أنه من أفضل الوسائل التي تؤهل هؤلاء الأطفال، مع بذل جهد آخر من أجل تطوير مهارتهم وزيادة دافعيتهم نحو التطور المعرفي والتأهيل.
عقار أنفتامين والذي يوجد في عدة مركبات أشهرها عقار رتنين وكونسيرتا، وهو من العقارات الجيدة في ضبط حركة نشرة المخ، والتي تؤدي إلى زيادة الحركة، وحين تضبط تقل الحركة، والدواء بصف عامة هو دواء سليم في الأصل للأطفال، ويفضل استعمالها عند السبع سنوات، ولكن عند عمر الست سنوات لا مانع في ذلك بشرط أن تكون الجرعة صغيرة، ويكون الطفل تحت مراقبة الطبيب؛ لأن هذا الدواء في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تأخر بسيط في نمو الطفل، وذلك من خلال تقليل رغبته في الطعام، وهناك أدوية بديلة للأنفتمينات، ولكن في مثل هذه الأعمار هي التي تم الترخيص باستعمالها فيه سليمة.
أخي الكريم! لا تنزعج، فقط اجعل الطفل تحت المراقبة الطبية - كما ذكرت لك - ودمجه في مسار التعليم العادي سوف يكون مفيدا له، أو إذا وجد نظام تعليمي لأصحاب الاحتياجات الخاصة في المكان الذي تعيش فيه، هذا إن شاء الله سوف يكون أمرا جيدا.
أما بالنسبة للدواء فإني أطمأنك من ناحيته حتى في هذا العمر، ولكن تكون الجرعة صغيرة، ويكون تحت المراقبة الطبية، والدواء إذا لم تأت منه فائدة بعد ثلاثة أشهر أعتقد أنه يجب إيقافه أو تعديل جرعته، ولاشك أن الأمر متروك للطبيب الذي يشرف على علاجه، ومن حسن الحظ أن هذه الأدوية هي تحت التحكم الطبي الكامل، أي أنها لا تصرف إلا تحت ضوابط طبية معينة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا.