وصايا لشاب مبتلى بمشاهدة الصور والأفلام الإباحية

0 592

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قررت أن أستشيركم بعد أن لاحظت أنني مهما حاولت نفسي لأجاهدها أجد نفسي أعود لنفس الحالة السابقة، فأنا طالب في الجامعة في دولة عربية، أرسلني أهلي للدراسة هناك، وأنا - لله الحمد - أموري ممتازة في دراستي الجامعية، أحاول أن أحافظ على صلواتي في الجماعة، خصوصا صلاة الفجر - ولله الحمد - نادرا ما تفوتني، أكملت حفظ (20 جزءا) من كتاب الله، لكنني توقفت لأني لم أجد من يراجع لي ما حفظت، وهذه هي المشكلة الأولى.

حياتي كالآتي: البيت، أو الجامعة، أو المسجد، ونادرا ما أخرج، لكن الله ابتلاني بمرض الإنترنت، تعرفت على لعبة في الإنترنت جماعية تلعبها مع العديد من الناس حول العالم، بعد أداء الصلاة والواجبات الدراسية يكون جل همي هو هذه اللعبة، فألعبها طوال الوقت - وهي مصممة لهذا الغرض - لعبة لا نهاية لها.

المشكلة هي أنني عندما لا أستطيع أن ألعب تلك اللعبة، أو أمل منها قليلا، يزين الشيطان لي الصور والأفلام الإباحية المحرمة، ورغم أن الحكومات حاولت إغلاق تلك المواقع إلا أنه توجد مئات الوسائل لفتحها، حاولت معالجة نفسي، وحتى الآن أحاول، جئت ببعض الكتب الدينية وقرأتها، وأحاول ألا أسهر كثيرا، وأيضا لا أستخدم الإنترنت إلا في أيام العطلة؛ لذا أرجو منكم التكرم بمساعدتي في التغلب على هذا، وأدعو الله أن يلين قلوبنا.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ولا تجعلنا من الغافلين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك بين آبائك وإخوانك في إسلام ويب، ونسأل الله سبحانه وتعالى لك المزيد من التوفيق والنجاح، ونشكر لك علو همتك في المحافظة على الصلوات في جماعة المسجد، والانكباب على حفظ القرآن الكريم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك مراجعته وإتقانه، وأن يعينك على نفسك.

نحن أولا نود أن ننبهك إلى أنك في خير كثير من الله عز وجل به عليك، فإن توفيق الله تعالى لك بالمحافظة على الصلوات، وحفظ ما تيسر من كتاب الله تعالى، من أعظم نعم الله تعالى عليك التي ينبغي لك أن تستشعرها، وأن تعلم يقينا بأنك بحاجة إلى أن تحافظ عليها قبل أن تزول، وأن تكثر من شكر الله تعالى لما وهبك منها.

نحن ننصحك أيها الحبيب أولا بالاستمرار على هذا النهج الذي انتهجته أخيرا، وهو شغل نفسك بالحق والخير، بجلبك للكتب الدينية وقراءتها؛ فهذا أسلوب ناجح جدا في تربية النفس وتأديبها، وعلماء التربية يقولون: (النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل) فاستمر على هذا النهج، وهو أن تشغل نفسك بما ينفعك سواء في أمور دينك أو في أمور دنياك، قبل أن ترد عليك نفسك الشواغل بغير الخير، والفراغ مفسدة أي مفسدة لاسيما للشباب.

جاهد نفسك واصبر على توطينها على هذا السلوك الحسن، وبالمتابعة عليه والاستمرار في سلوك طريقه ستجد أنك - بمشيئة الله تعالى - قد مكنت بالتغلب على نفسك.

الوصية الثانية أيها الحبيب: نوصيك بعدم الخلوة ما استطعت إلى ذلك سبيلا، فتجنب الانفراد بالجهاز بقدر الاستطاعة، وحاول أن لا تكون خلوتك بنفسك إلا في أوقات أنت محتاج فيها للراحة، بحيث تأتي للفراش تستلقي فيه دون أن يجد الشيطان قوة في بدنك وفي فكرك ليستغلها في غير ما ينفعك.

الوصية الثالثة: أن تحاول أن تجالس الصالحين، ولو أن تقضي وقتا أكبر في المسجد، ولو في أوقات مراجعتك لدروسك ونحو ذلك، فإن الشيطان دائما بعيد ممن كان مع إخوانه، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فحاول أن تقضي معظم أوقاتك في الوسط الصالح، البيئة الصالحة التي يعسر فيها الشيطان على النفس أن يجرك إلى ما لا يرضي ربك.

أكثر من الصلاة والصوم والذكر، فإن في هذه العبادات قوة للروح، وحفظا من الشيطان، ودفعا لوساوسه، ولاسيما الصوم بالنسبة للشباب، وكذلك الصلاة في الليل.

آخر الوصايا - أيها الحبيب - التي نوصيك بها: أن تحذر كل الحذر من زوال نعمة الله تعالى عليك، فتتذكر على الدوام عقاب الله تعالى لمن عصاه، وأنه سبحانه وتعالى قد يزيل عن العبد نعمة عظيمة بسبب ذنوبه، وكم من الصالحين ممن تأوه وتندم بنعم زالت عليه بسبب ذنب أو معصية، لاسيما النعم الدينية، فكم من شخص تألم بسبب نسيانه للقرآن الكريم بذنوبه، وتذكر على الدوام عقاب الله تعالى في الآخرة لمن عصاه.

أكثر من ذكر المواعظ التي تذكرك بلقاء الله تعالى والحساب والجزاء والوقوف بين يدي الله، والجنة والنار، والقيامة وما فيها من أهوال وشدائد، والقبر وما فيه من امتحان وما فيه من شدة وكرب، وفي المقابل ما فيه من النعيم لأهل الطاعة المحسنين، كل هذا الوعظ يثير في قلبك الرغبة فيما عند الله تعالى ويقلل الشهوة في النفس للمعصية، ويدفعك للاستزادة في العمل الصالح.

نوصيك - أيها الحبيب - أخيرا بتقوى الله تعالى بقدر طاقتك، والإكثار من دعاء الله تعالى والاستغفار واللجوء إلى الله تعالى بصدق واضطرار، وأحسن الظن به، فإنه سبحانه وتعالى يقول: (أنا عند ظن عبدي بي).

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والإعانة على كل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات