السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما، أعاني تقريبا منذ 3 شهور من صعوبة في البلع، وأحيانا تكرار البلع، وجفاف في الفم، وصداع مستمر طوال اليوم.
أجريت بعض الفحوصات الطبية لدى عيادة الأنف والأذن والحنجرة، قال لي: لدي احتقان بسيط، لكنه لا يسبب هذه الأعراض، ثم ذهبت إلى دكتور باطنية، وقال لي: إني أعاني من القلق، وصرف لي دواء لمدة شهر، وبدأت تخف صعوبة البلع تقريبا 50% لكن لا زال الصداع، علما أن جميع هذا الأعراض ظهرت بعد أن تركت رياضة كمال الأجسام وترك التدخين موجود، أرجو إفادتي يا دكتور، ولكم مني جزيل الشكر والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا يوجد رابط بين الصداع المستمر وصعوبة البلع، إلا أن يكون هناك ما يسبب انسدادا مزمنا بالأنف، سواء كان ذلك اعوجاجا بالحاجز الأنفي، أو حساسية بالأنف، حيث أنهما يعتبران من أهم أسباب انسداد الأنف المزمن، فمن يعاني من انسداد الأنف المزمن يعاني من صداع، إما بسبب الانسداد مباشرة، أو بسبب ما يسببه الانسداد من مضاعفات، مثل التهاب الجيوب الأنفية، والتي تكون أيضا مصحوبة بصداع، ولكن غالبا ما يكون هذا الأخير عند الاستيقاظ من النوم.
كذلك من يعاني من انسداد مزمن بالأنف، لا يستطيع التنفس منه، ولكن يستعيض عنه بالتنفس من الفم، والذي يسبب جفافا بالفم، وصعوبة في البلع، وخاصة عند الاستيقاظ من النوم، وذلك بسبب دخول هواء المكيف البارد عن طريق الفم، والذي يفتقد.. بل لا يملك أصلا الصلاحيات الربانية الممنوحة للأنف في ترطيب الهواء وتنقيته وفلترته، فيدخل الهواء إلى الفم بحالته، مسببا جفافا والتهابا في الحلق، ويزيد من حدة هذا الالتهاب التدخين، فندعو الله أن يمن عليك بالإقلاع الدائم عن التدخين، وكذلك عدم مصاحبة المدخنين، وخاصة حال تدخينهم.
لذا أرى أن نبدأ في حالتك بمعالجة سبب انسداد الأنف، فإذا كان بسبب اعوجاج بالحاجز الأنفي، فله عملية بسيطة لتقويم هذا الاعوجاج، وإذا كان الانسداد بسبب حساسية الأنف، فيتوجب عليك البعد عن كافة مهيجات الحساسية، من تراب ودخان وعطور وبخور، ومبيدات حشرية، ومنظفات صناعية، ووبر الصوف والغنم، وزغب الطيور، مع تناول حبوب مضادات الهيستامين، مثل كلارا أو كلاريتين، حبة كل مساء، مع بخاخ رينوكورت، بخة مرتين يوميا.
لا داعي للقلق، بل عليك الإكثار من قراءة القرآن، ففيه العلاج والشفاء بإذن الله، مصداقا لقوله تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))[الرعد:28]، والله الموفق.