تناول الطفل دواء الصرع وآثاره الجانبية

0 753

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابنتي في العاشرة من عمرها، أصابها قبل سنتين شيء، وهو أنها تغيب عن وعيها للحظات ثم تفيق، ظننت أنه شيء عادي، ولكن مع مرور الأيام وجدت هذه الحالة تزداد شيئا فشيئا، حتى أخبرتني صديقة لي بأن هذه الحالة هي الصرع، ذهبت لطبيبة البيت فرأت الحالة بنفسها، فأرسلتني إلى أخصائية أطفال، التي هي الأخرى رأت الحالة بنفسها، فقالت لي يجب أن نعمل تحليلات كي نعرف سبب هذه المشكلة.

المهم في الأخير أخبرتني بأنها مصابة بالصرع الخفيف Epilepsie ووصفت لها دواء اسمه Natriumvalproaat ratiopharm chrono 300mg حبتين في اليوم، وفي أقل من شهرين ذهبت عنها الحالة نهائيا، وعندما أخبرت الطبيبة بالنتيجة، وهل يمكن تخفيض الجرعات أخبرتني بأنه لا يمكن، ويجب تناول هذا الدواء مدة عامين، وحتى ذلك الحين سنعرف ماذا سنفعل، ومن الممكن تناول الدواء مدى الحياة.

هذا هو محور سؤالي: هل كلامها صحيح أم لا؟ وما تأثير هذا الدواء على الكبد؟ وهل له تأثيرات أخرى؟ وهل له علاقة مع ألم الرأس وتساقط الشعر؟

ولكم مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الشيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مرض الصرع بعد أن يتم تشخيصه أعتقد أنه سهل العلاج، ومن المؤكد أن أهل المريض يصابون بشيء من القلق حيال هذا التشخيص، خاصة الآباء والأمهات، ولكني أطمئنك تماما أن هذه الحالات حالات بسيطة ويمكن علاجها بشرط الالتزام التام بتناول الدواء.

الحمد لله تعالى هذه الابنة تم تشخيصها، والدواء الذي أعطي لها هو من الأدوية الممتازة والجيدة، ومن الواضح أن استجابتها للعلاج استجابة ممتازة، هذه الاستجابة يجب أن تكون مشجعة لمواصلة العلاج، وكما ذكر لك الطبيب فإن أقل مدة لتناول الدواء هي عامان، وبعض الأطباء يرون أن ثلاثة أعوام قد تكون هي الأفضل والأضمن لمنع حدوث انتكاسات في المستقبل.

حين نقول أن من الضروري أن يواصل الطفل العلاج لمدة عامين، نعني بذلك أن خلال العامين من المفترض أن لا تنتابه أي نوبات صرعية، وهذا يرجعنا إلى ما قلته سابقا، وهو الالتزام التام بجرعة الدواء، وهذه الجرعة تحسب حسب وزن الطفل، أي أن هذه الابنة – حفظها الله تعالى – ربما يزيد الطبيب الجرعة صغيرة بعد فترة من الزمن إذا حدثت زيادة في وزنها، فكوني حريصة على إعطائها الدواء، وأنا أؤكد لك أن هذه المدة ليست طويلة أبدا، واحتمال الانتكاسة سوف يكون ضعيفا جدا، إذا لم تحدث أي نوبات للطفلة خلال مدة العلاج.

بالنسبة لإمكانية تناول الدواء مدى الحياة، هذا يحدث في عشرة إلى عشرين بالمائة من مرضى الصرع، أما المجموعة الأخرى وهي النسبة الأكبر فلا تحتاج لتناوله مدى الحياة، وهنالك نسبة عشرين إلى ثلاثين بالمائة قد يحتاجون إلى دورة ثانية من العلاج، بمعنى أن المريض يكون قد تم علاجه من النوبة الأولى، وبعد أن أكمل المدة الزمنية المطلوبة أتته بعد فترة نوبات من المرض مرة أخرى، وهذا يحدث لحوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة، هذه الفئة تتطلب العلاج لمدة أخرى، وتكون المدة أطول حوالي خمس سنوات.

إذن: نستطيع أن نقول أن حوالي ستين إلى سبعين بالمائة من مرضى الصرع لا تأتيهم أي نوبات بعد العلاج من النوبة الأولى ويتم شفاؤهم، وتبقى النسبة الثانية – أي حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة – ربما تنتابهم نوبات جديدة، وهؤلاء نقسمهم إلى فئتين، فئة تحتاج إلى الدواء لمدة خمسة سنوات ويتم شفاؤهم - بإذن الله - أو يتم شفاء بعضهم، وفئة تأتيهم النوبات وهؤلاء يمثلون عشرة إلى عشرين بالمائة، ويجب أن يستمروا على الدواء لمدة أطول قد تكون مدى الحياة، ومن الواضح أن هذه الفئة قليلة جدا ومعظمهم تكون لديهم علل في الدماغ أو أنهم لا ينتظمون على العلاج بصورة صحيحة.

بالنسبة لتأثير هذا الدواء على الكبد، فهو يرفع من إنزيمات الكبد بعض الشيء، وهذا الارتفاع في إنزيمات الكبد يعتبر أمرا طبيعيا خاصة لدى الأطفال، ولا نوقف هذا الدواء أبدا إلا إذا كان ارتفاعه ارتفاعا مخلا وأصبح واضحا، ففي هذه الحالة يتم التوقف عن الدواء وتغييره لدواء آخر، والأطباء يقومون بفحص إنزيمات الكبد مرة كل ثلاثة إلى ستة أشهر مثلا.

بالنسبة لتساقط الشعر، نعم هذا الدواء يؤدي إلى تساقط الشعر في حاولي عشرين إلى ثلاثين بالمائة من الذين يتناولون هذا الدواء، وهذا التساقط يكون في أغلب الأحيان في مراحل العلاج الأولى.

أما بالنسبة لألم الرأس فهو ليس من الأعراض المعروفة، وإذا حدث يكون في حالات بسيطة وقليلة جدا وفي بدايات العلاج فقط، وبعد ذلك لا يحدث ألم في الرأس.

الدواء قد يزيد النوم قليلا لدى بعض الأطفال، خاصة في مراحل العلاج الأولى، كما أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، بخلاف ذلك هو من الأدوية الممتازة والفعالة.

أرجو لابنتك الشفاء، وأنصحك أيتها الفاضلة الكريمة أن لا تنزعجي، ومن الضروري جدا إعطاؤها الدواء بالجرعة المطلوبة والموصوفة وللمدة المحددة، ويجب أن تعيش الطفلة حياتها بصورة طبيعية وعادية، وأن لا نشعرها بأي نوع من النقص، وأن تطبق عليها كل الأسس التربوية الصحيحة، وأن لا تعامل معاملة خاصة، ولا مانع أن يشرح لها عن حالتها بصورة مبسطة وغير مزعجة، ويمكن للطبيب أن يقوم بذلك؛ لأن تفهم الإنسان لحالته يساعد في تعاونه في تناول العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لها الشفاء والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات