التبول اللاإرادي عند الطفل وعلاقته باهتمام الأبوين بشقيقه

0 561

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابني يبلغ من العمر أربع سنوات ونصف، ومنذ دخول الشتاء علينا تقريبا وهو يعاني من التبول الليلي، رغم حرصي على تدفئته جيدا، علما بأن التبول يختفي إذا أيقظته عدة مرات لدخول الحمام، أما إذا لم أنبهه، أو كان الإيقاظ مرة واحدة فقط، فإنه يبول على نفسه، ولم تنفع أي وسيلة عقاب معه.

علما بأني لاحظت البلادة في تصرفاته مؤخرا، بمعنى أنه لم يبد عليه التأثر بهذا الفعل مثل المرات الأولى، ومحاولته صرف انتباهي عن تبوله عن طريق سؤالي أسئلة ليس لها علاقة بالموضوع.

أحب أن أضيف أن هذا الموضوع بدأ بعد دخوله المدرسة بكثرة، ومع تنظيمي جدوله ومواعيد نومه بدقة عن ما سبق، إلى جانب أن له أخا أصغر منه - تسعة شهور - لا أدري إن كان عامل دخول المدرسة له تأثير عليه، أم وجود أخيه الأصغر، رغم حرصي على عدم تفريقي في التعامل فيما بينهم، أو تدليل الصغير أمامه، أخاف أن تتفاقم الحالة وأكون قد آذيته نفسيا عن طريق كلامي معه بشدة إذا أخطأ وأنا لا أدري!

أسألكم المشورة، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رباب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أوضحت علة ابنك، وكذلك أوضحت وبصورة جلية العوامل التي ربما تكون قد ساهمت في معاناته من التبول اللاإرادي الليلي.

بداية أود أن أوضح لك أن التبول اللاإرادي منتشر، والأطفال حتى عمر خمس سنوات، منهم عشرة إلى خمسة عشرة بالمائة لا يتحكم بصورة كاملة في التبول، وهذا الطفل – حفظه الله تعالى – أعتقد وبصورة جلية أن بداية المدرسة، وكذلك الاهتمام الذي يجده شقيقه الأصغر، أو على الأقل من وجهة نظر الطفل، قد يكون هو السبب، فالاهتمام قد لا يكون مدركا لدى الوالدين، بمعنى أن الوالدين لا يميلون إلى أي نوع من التفريغ أو تدليل الصغير، ولكن الغيرة قد تلعب دورا في أن تجسم فكرا مشوها حول أخيه، وما يلقاه من اهتمام في وجهة نظره، وهذا يؤدي إلى تفاقم الغيرة لديه.

والأمر المهم كعامل للتبول اللاإرادي هو أنك ومع احترامي الشديد لك: منهج الشدة مع الطفل ليس منهجا مقبولا، هذا جعل الطفل يبحث عن حلول بأن يحاول أن يصرف انتباهك لأمور أخرى، ولا يبدي أي نوع من القلق المباشر أو شيئا من اللامبالاة، وذلك نسبة لخوفه من العقاب.

أيتها الفاضلة الكريمة! أرجو أن لا تنزعجي كثيرا للموضوع، والعلاج يتمثل في أن تشرحي لابنك وبلغة لطيفة ومحببة، أن هذا الذي يعاني منه يحدث لأطفال آخرين، هذا مهم جدا، وأنه ليس الوحيد المصاب بهذا الأمر، ولكن في نفس الوقت يمكن أن تعالج حالته وذلك بأن تنصحيه بالآتي:

1- يجب ألا يشرب أي مشروبات مدرة للبول بعد الساعة السادسة مساء، خاصة الحليب، البيبسي، الكولا، هذه المشروبات مدرات للبول، وتساعد في استمرارية التبول اللاإرادي الليلي.

2- شجعي طفلك على أن يمسك البول أثناء النهار، وألا يستعجل في الذهاب إلى دورة المياه حين يحس بالبول نهارا، القصد من هذا هو أن يعطي المثانة فرصة استيعاب أكبر كمية من البول.

3- اجعليه يمارس بعض الرياضة، خاصة رياضة نط الحبل التي تساعد في تقوية عضلات البطن والمثانة.

4- الجئي بعد ذلك إلى نظام النجوم، وهذا نظام تحفيزي وبسيط وفعال جدا، ثبتي لوحة بالقرب من سرير الطفل واشرحي له أن أي تصرف إيجابي منه، خاصة إذا توقف عن التبول ليلا سوف يعطى ثلاث نجوم مثلا، وفي نهاية الأسبوع سوف يعطى هدية حسب عدد النجوم التي سوف يكتسبها، وإذا تبول الطفل أثناء الأسبوع تخصم منه نجمتان أو ثلاث، وأي تصرفات سلبية أخرى تخصم منه أيضا نجمة مثلا، هذه الطريقة إذا تم تطبيقها بصورة جيدة هي محفزة وممتاز جدا للطفل.

إذن التحفيز بهذه الطريقة مهمة للطفل، تشجيعه بواسطة الكلمات اللطيفة وتقبليه واحتضانه، وإشعاره بأنه ليس غيورا على أخيه إنما يحبه، وأن تجعليه أيضا يشارك في شئون أخيه مثل نظافته وإحضار البزازة له وشيئا من هذا القبيل.

هذا حقيقة يجعل الطفل يحس بالأمان، وإحساس الطفل بالأمان دائما يقلل من فرص التبول اللاإرادي، وأعتقد أن الطفل سوف يتواءم مع مدرسته، وبتطبيق هذه الإرشادات البسيطة سوف تختفي هذه المشكلة بإذن الله تعالى.

أكرر أن انتقاد الطفل ليس أمرا سليما، ويجب أن لا نشعره بالخجل، وأن تجعليه مثلا في الصباح حين يحدث له هذا التبول أن يقوم هو بأخذ ملابسه وغطاء الفراش ويضعه في المكان الذي تغسل فيه الملابس، وهكذا.

إذن نجعله يشارك في المعالجات وتفادي هذا الأمر، وهذا يثبت لديه أفكارا إيجابية جديدة، ويجب أن نبتعد تماما عن الانتقاد، بل منهج الترغيب والتحفيز هو الذي يجب أن يسود.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله له العافية والشفاء، وأن يجعل ذريتك قرة عين لكم.

مواد ذات صلة

الاستشارات