صداع مزمن مع طنين الأذن وخفقان القلب

3 605

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من صداع مزمن وطنين الأذن، وخفقان بالقلب، وخفقان البطن، الجسم ينبض مع القلب مثل دقات القلب مما يوترني ويتعبني، وارتجاف باليدين وتسود بعض الأحيان من شدة النبض الزائد، وإسهال بصفة مستمرة، وبعض الأحيان إمساك.

لا أعلم هل مشكلتي نفسية أم عضوية؟ قمت بعمل تحليل الغدة الدرقية والحمد لله، وعملت تحليلا لصورة الدم والحمد لله، وعملت أشعة مقطعية للرأس والحمد لله، ومنظارا للمعدة والحمد لله كلها ممتازة، هل يوجد تحاليل أو أشعة تبين أكثر؟

أرجو إفادتي بمشكلتي هل هي نفسية أم عضوية؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغامدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قد أحسنت بأن قمت بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، والحمد لله كل هذه الفحوصات كانت سليمة، وهذا متوقع حقيقة؛ لأن نوعية الأعراض التي ذكرتها في رسالتك كلها تشير مؤشرات قوية أنها ذات منشأ نفسي، بمعنى آخر: أن هذه الأعراض وإن حملت بعض الأعراض العضوية لكن أصلها نفسي، والشعور بالصداع، والطنين في الأذن، وخفقان القلب وخفقان البطن، هذا أخي كله دليل على أنك تعاني من قلق نفسي.

خفقان القلب ينتج من إفراز مادة كيميائية تعرف باسم (الأدرنالين)، هذه يزيد إفرازها خاصة مع القلق، ومن ثم تؤدي إلى تسارع في ضربات القلب.

أما خفقان البطن فهو ناتج من ظاهرة فسيولوجية صحية جدا، وهي نتيجة انتشار الدم فيما يعرف بالشريان الأورطي البطني، وهو الوعاء الدموي الرئيسي الذي يحمل الدم من القلب إلى البطن والجزء الأسفل من الجسد.

هذه ظاهرة فسيولوجية طبيعية صحية تماما، ولكن نسبة لقلقك وحساسيتك ومراقبتك لوظائف جسدك الفسيولوجي أصبحت تتحسس هذه الأعراض، وسببت لك نوعا من الارتياب والشك والخوف والقلق، هذه ظواهر طبيعية جدا وأنا أود أن أؤكد لك ذلك.

بالنسبة للارتجاف والإسهال المستمر وفي بعض الأحيان الإمساك، هذه أعراض نفسوجسدية، وناتج هذا الإسهال والإمساك من انقباضات في الأمعاء، وهذا يسميه البعض باضطراب القولون العصبي، ويقصد بـ (عصبي) أن القلق هو الذي سبب الحركة الزائدة أو الانقباضات في القولون.
أيها الفاضل الكريم! إذن حالتك هي حالة قلق نفسي وليس أكثر من ذلك، والحمد لله تعالى الفحوصات العضوية كلها مطمئنة، وحالتك يجب أن تعالج على هذا الأساس، أي أنها حالة نفسية وليس أكثر من ذلك.

أخي الفاضل! تفهمك لطبيعة حالتك وللتشخيص الذي ذكرناه من المفترض أن يساعدك كثيرا وأن يكون وسيلة في طمأنتك، وأن تتوقف من التنقل بين الأطباء.

الخطوة الثانية هو أن نصف لك أدوية يعرف بفعاليتها الممتازة في علاج القلق النفسي المرتبط بالأعراض النفسوجسدية، من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين.

هناك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) ويعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراما (حبة واحدة) ليلا لمدة خمسة أشهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هنالك دواء ثالث يعرف تجاريا باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) أرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذه أدوية ممتازة مضادة للقلق والتوتر، وهي مفيدة جدا في علاج الأعراض الجسدية التي ذكرتها.
يبقى أن أقول لك أن الرياضة أيضا مهمة وهي مطلوبة في حالتك، ودراسات كثيرة أشارت لفائدتها، فأرجو أن تكون حريصا عليها خاصة رياضة المشي أو الجري.

ليس لي ما أضيفه أكثر من ذلك، غير أني أود أن أطمئنك مرة أخرى، وأقول لك: إن حالتك هذه -إن شاء الله- حالة نفسية بسيطة وإن كانت مزعجة، ولا علاقة لها بالأمراض العضوية، وأرجو أن تتواصل معي بعد أن تتناول العلاج الدوائي الذي ذكرته لك، وأتوقع أن تبدأ حالتك بالتحسن بعد أسبوعين من بداية العلاج الدوائي. الأدوية التي وصفناها لك هي أدوية سليمة وغير إدمانية ولا تحتاج لوصفة طبية في معظم الدول.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات