استمرار الرضاعة في أشهر الحمل الأخيرة وأثره على تكوين اللبأ في حليب الأم عند الولادة

0 776

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، أما بعد:

أنا حامل في شهري السادس من الحمل بطفلي الثاني - إن شاء الله - وطفلي الأول عمره سنة و(9) أشهر تقريبا، لكنه مازال متعلقا بالرضاعة الطبيعية، وأكله قليل للغاية، ولا أعرف كيف أوقف الرضاعة الطبيعية عنه الآن، خصوصا أنه يعاني بشدة هذه الأيام من عدة تغيرات تطرأ عليه، كما يعاني من التسنين الذي يؤلمه ويعذبه كثيرا، وأسئلتي بصدد هذا الشأن كالتالي:

1- قرأت لكم في استشارات سابقة أنه لا بأس أن ترضع الحامل طفلها الأول في أشهر الحمل الأولى، ولا خطر لا على الطفل الذي يرضع ولا على الجنين، السؤال هنا: ماذا عن استمرار الرضاعة الطبيعية حتى في أشهر الحمل الأخيرة؟ وحتى الولادة وما بعدها؟

2- لو لم يكن هناك ضرر في ذلك (أعني استكمال الرضاعة حتى وقت الولادة) فهل يمكن بهذه الطريقة أن يكون في الثديين (اللبأ) وأن يقوم طفلي الكبير برضاعته، وبالتالي يحرم الأصغر منه؟

3- سمعت من بعض الناس حولي أنه لابد لي من أن أفطم طفلي الأول قبل ولادة الثاني بفترة جيدة، كي يجف لبن الطفل الأول في الثديين، ويتم إنتاج لبن يناسب المولود الجديد، هل هذه المعلومة صحيحة؟ ولو كانت صحيحة متى يجب أن أتوقف عن الرضاعة الطبيعية لهذا الغرض؟

أنا الآن في شهري السادس، لو قدر لي أن ألد طفلا خدجا (في الشهر السابع من الحمل مثلا) هل ستكون فترة كافية لينتج اللبن المناسب له بعد جفاف القديم.

أنا بأمس الحاجة لمشورتكم، جعلها الله في ميزان حسناتكم آمين، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم يا عزيزتي، فإننا نقول عادة بأنه يمكن لمن أرادت الإرضاع وهي حامل أن تفعل ذلك، وخاصة في الشهور الثلاثة الأولى، إن كان طفلها صغيرا وبحاجة ماسة لحليبها، إلا أنه ومن ناحية طبية فإن الأفضل طبعا هو فطام الطفل عند حدوث الحمل الجديد، وذلك لأن الرضاعة مضافا إليها الحمل الجديد تضع عبئا كبيرا على جسم الأم، وتستهلك المخزون من المواد والمعادن الهامة والضرورية لجسمها، فيحدث لديها نقص في الكالسيوم والحديد، وعوز في مواد أساسية وهامة أخرى حتى لو كانت تغذيتها جيدة.

كما أن عملية المص والتحريض المستمر للحلمات قد تؤدي إلى إفراز هرمونات مهيجة للرحم، تؤدي إلى تقلصات باكرة عند السيدة ذات الرحم الحساس، لذلك فمن الأفضل أن تفطمي طفلك، خاصة وأن عمره الآن سنة وتسعة أشهر، ويمكنه تناول كل الأطعمة كالكبار.

إن استمرار الرضاعة الآن لن يؤدي إلى تشكيل (اللبأ) بعد الولادة؛ لأن طفلك الحالي سيرضع كل ما يفرز، وسيفرغ الثدي بشكل مستمر، وما سيحدث هو أن الثدي سيستمر بإدرار الحليب، كما هو عليه، ولن تختلف طبيعته ولا تكوينه، ولكن كمية الإدرار، أي كمية الحليب هي التي ستزداد.

إن قمت بالفطام الآن فسيخف الحليب ومن ثم يتوقف، وسيبدأ الثدي بتشكيل (اللبأ) الجديد، الذي سيستفيد منه مولودك القادم -إن شاء الله- حتى لو حدثت ولادة باكرة لا قدر الله.

يمكنك البدء بالفطام الآن، وبشكل تدريجي، بحيث تبدئين بفطامه عن رضعة النهار أولا، ومن ثم رضعة الليل، وفي خلال أسبوع إلى أسبوعين على أبعد تقدير يجب أن يكون قد فطم تماما.

نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل على خير وسلامة، ويديم عليك وعلى طفلك الصحة والعافية دائما.


مواد ذات صلة

الاستشارات