الرفق بالأهل عند دعوتهم إلى الله.. ووحشة الغربة وعدم القدرة على الرجوع

0 614

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك، وعلى خدمة الاستشارات التي طالما زادت من فهمنا لمشاكلنا، وجعلتنا أقدر على مواجهتها، وسؤالي يتضمن شقين:

1ـ أنا في بلد الغربة، وقد من علي الله بالالتزام أكثر، وليس عندي إقامة، أي: أني من غير أوراق، ومات أبي منذ عام ولم أره، وكلما أفكر في وحش العودة أخاف، علما أن أحوالي هنا مستورة والحمد لله، وأريد الزواج ولكن وضعي صعب، ولا أدري من أين أبدأ؟

2ـ أختي خطبت أخيرا، وأرادت أخذ صور مع خطيبها، فنهيتها فقالت: أنا حرة، والناس والناس.. وعادوني كلهم، وأصبحت معقدا، وإسلامي متشدد، لا أبالي بكل هذا، وأعرف أن رسولنا عودي وأوذي، فلا حول ولا قوة بالله!

لا تنسونا من دعائكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abou bakir حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يرحم والدك رحمة واسعة، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونوصيك بأن تكثر لوالدك من الدعاء والاستغفار، وحسن صلتك مع والدتك وأسرتك؛ فإن ذلك لون من البر والإحسان، واجتهد أن ترتب أوضاعك لتنسجم مع القوانين، واحرص على أن تكون فترة بعدك عن ديار الإسلام قليلة، واحشر نفسك في الصحبة الصالحة؛ فإن في ذلك ضمانا لك – بعد توفيق الله – على الثبات.

أما بالنسبة لأهلك، فنحن ننصحك وننصح كل شاب يلتزم بأن يترفق بأهله، ويحسن إليهم، ويقدم لهم المساعدات ويتلطف جدا في دعوته، فإن الله أرسل كليمه موسى عليه السلام إلى عدوه فرعون فقال له: (( فقولا له قولا لينا ))[طه:44]، وأنت لست مثل موسى كليم الله، وهم ليسوا في منزلة عدو الله فرعون.

وأرجو أن يعلم الشباب الكرام والدعاة الفضلاء أن الداعية مثل الطبيب الناجح، فإنه إذا وجد في المريض عددا من الأمراض يتلطف به ويبشره، ثم يبدأ بعلاج الأمراض الخطيرة، ولا يلتفت في البداية إلى الأمراض الصغيرة التي ربما يتعافى منها تلقائيا إذا نجح الطبيب في علاج الأمراض الخطيرة، وتمكن من تقوية جهاز المناعة، وكذلك الأمر بالنسبة للعصاة، ينبغي أن نترفق بهم، ونحسن إليهم، ونتدرج معهم، وإذا كان الإنسان يحسن إلى أهله أيام تقصيره وضعف التزامه، فينبغي أن نضاعف الإحسان والبر بعد أن من الله عليه بالهداية والالتزام.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأشعر أهلك بحبك لهم، وتلطف بهم في دعوتك، ولا تحزن على عدم حضورك لوفاة والدك؛ فإن الله يعلم بنيتك، والإنسان يرضى بقضاء الله وقدره، ودعاؤك لوالدك نافع له بحول الله وقوته.

ونسأل الله أن يردك غانما سالما، وأن يقر عينك بصلاح أهلك وأسرتك وبهداية المسلمين، وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات