السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علمت قبل سبع سنوات قدرا أن لي أما وأخوة من الرضاعة، فقمت بالاتصال بهم، ثم ذهبت للتعرف عليهم، وكنت أتصل بهم كل فترة للسلام، وبعد فترة حدثت لي مشاكل أسرية، وتغيرت حالتي المادية، وكنت أتصل عليهم، ومن خلال الحديث معها شعرت -والله أعلم- أن لديها شعورا وفكرة أني أرغب في مالها أو في مصلحة ما، فأقسمت على مقاطعتها وعدم الاتصال أو حتى السؤال عنها، وأنكرت معرفتي بها.
والآن أشعر بتأنيب الضمير، فهل من الواجب صلتها أم أنه مجرد رد للجميل والمعروف؟ علما بأن في داخلي كره لها ولبناتها، وأتمنى أن يكون وصلها مجرد رد للجميل، ولا يترتب عليه أجر أو إثم، فأفيدوني.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد أحسنت بصلتك واهتمامك بأمك وأخواتك من الرضاعة، وكلنا أمل في أن تتعوذي بالله من الشيطان، وتواصلي مشوار البر والإحسان، واعلمي أن المسلمة مطالبة بأن تجعل صلتها حسنة بكل النساء والناس، فكيف إذا كانت أما مرضعة وأخوات في الرضاعة؟ وإذا تذكر الإنسان الأجر والثواب هانت أمام عينيه كافة الصعاب، ونسي ما يجد من الآلام.
ولا يخفى عليك أن سوء الظن محرم، وأن الفلاح والصلاح يكون بحمل تصرفات الآخرين على أحسن الوجوه، ثم بالتماس الأعذار، فإن لم نجد لهم أعذارا فلا أقل من أن نقل لعل هناك أعذارا لا نعلمها، ثم نستذكر حسناتهم وإيجابياتهم.
ونحن إذ نحمد لك هذا الشعور الذي دفعك للتواصل مع موقعك، لندعوك إلى إعادة المياه إلى مجاريها، ولا تنتظري على صلتك لهم ثناء ولا أجرا من أحد، واحتسبي كل ذلك عند الله الذي لا يضيع عنده مثقال ذرة: ((وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما))[النساء:40].
والشريعة اهتمت بمسألة الرضاعة وأعلت من شأنها، وقد أحسنت بالبحث عنهم والتواصل معهم، فأكملي هذا المعروف، ولا تعطي الشيطان فرصة، وكوني زاهدة فيما عندهم وفيما عند غيرهم، وارفعي حاجتك إلى من بيده ملكوت كل شيء، وأكثري من الدعاء والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.
واعلمي أن في التقوى والاستقامة مفاتيح للأرزاق والخيرات، وإذا بخل الناس بما عندهم فقدمي ما عندك من الخير، فإن لم تجدي فلا أقل من تقديم النوايا الصالحة الصادقة، وكوني في حاجة المحتاج ليكون العظيم في حاجتك، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرك وأن يلهمك رشدك وأن يسددك.
وبالله التوفيق والسداد.