القلق والمخاوف وأثرها على الذهن

0 510

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من القلق المستمر، وفي البداية كنت أخاف من الموت، والآن يأتيني شعور دائم بأني أحلم، وأن الذي أعيشه ليس بواقع، وسيأتي يوم أفيق فيه من الحلم.

لا أريد أدوية؛ لأني أقتنع بالكلام، أدرك أن هذه الأفكار خطأ، ولكن أريد شخصا يقنعني.

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

حالتك هي حالة من القلق النفسي، وظهر هذا القلق في شكل مخاوف – أي الخوف من الموت- ثم بعد ذلك تحول القلق النفسي إلى ما نسميه بالشعور بالتغرب عن الذات، أو ما يسمى باضطراب الأنية، وهو نوع من القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك.

أفضل طريقة للعلاج هي أن تمارسي تمارين الاسترخاء بصورة مستمرة، ولتعلم ممارسة هذه التمارين بصورة صحيحة إما أن تتواصلي مع أخصائية نفسية، أو تصفح أحد المواقع التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، أو تحصلي على كتيب أو شريط أو سي دي من إحدى المكتبات، ثم تطبيقي هذه التمارين بكل جدية.. هذا أولا.

ثانيا: عليك ممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة.

ثالثا: نظمي وقتك واستفيدي منه، وذلك بأن تكون لك أنشطة مختلفة خلال اليوم، وفي نهاية الأمر قومي بمراجعة ما قمت بإنجازه كذلك، وملاحظة ما لم تنجزيه، وكوني أكثر فعالية في اليوم الثاني مثلا.

رابعا: عليك بالرفقة الصالحة والطيبة.

خامسا: ركزي على دراستك.

سادسا: انخرطي في الأنشط الشبابية والطلابية وأعمال الخير.

سابعا: التحقي بإحدى حلقات تحفيظ القرآن.

هذه هي الخطة العلاجية السلوكية المناسبة، ولا ننسى أيضا أن نذكرك بأن تغيري نفسك فكريا، وهذا نسميه بالتغيير المعرفي، وهو أن تحاوري نفسك، وتضعي القلق في قوالب مختلفة -أي أنه طاقة نفسية إيجابية- ويمكن أن نوجهها بصورة أفضل، وقولي لنفسك: أنا سوف أوجه قلقي نحو الدراسة، ونحو إدارة وقتي بصورة طيبة، وبممارسة الرياضة وشيء من هذا القبيل.

أما الخوف من الموت، فالموت حق -أسأل الله تعالى أن يطيل عمرك في أعمال الخير- وتذكر الموت أمر مطلوب، لكن بهذه الطريقة يعتبر حالة مرضية، فلذلك حقري فكرة الخوف المرضية هذه؛ لأن الخوف الطبيعي من الموت هو الذي يجعل الإنسان يعمل لما بعد الموت، ولكن حين تكون الفكرة مرضية يجب أن تحقر، وذلك بأن تقولي لنفسك: هذا الخوف خوف مرضي وليس خوفا صحيحا، ولذا أنا سوف أحقره، وسوف أعمل لما بعد الموت.

كان من الممكن أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق، ولكنك ذكرت أنك لا تحبين أي علاج دوائي، وما ذكرناه لك يكفي إذا قمت بتطبيقه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.


مواد ذات صلة

الاستشارات