جمال المظهر وأهميته في تحصيل السعادة الزوجية

0 361

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 24 عاما، وقد من الله علي بوالد أعانني على أن أتقدم لخطبة فتاة، وعندما تقدمت إلى هذه الفتاة ورأيتها أعجبتني جدا، وكنت سعيدا للغاية فوافقت على الخطبة، وكذلك الفتاة وأهلها، وبالفعل خطبتها، لكن ينتابني شعور بالتردد من أني تسرعت في ارتباطي بها مع أنها ذات خلق ودين، وأقول لم لم أتريث وأختار من هي أجمل منها شكلا وجسدا حتى أحصل على العفة التي أريدها، فهل الجمال والشكل هو كل شيء في الزواج؟ وكيف أقضي على هذا الإحساس؟!

وتقبلوا وافر الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فمرحبا بك أيها الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، ونشكر لك اهتمامك بدين الفتاة وخلقها، وهو أمر ينبغي الاهتمام به غاية الاهتمام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وهو يوصي من يريد الزواج، إذ قال عليه الصلاة والسلام: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).

مما لا شك فيه ولا ريب أيها الحبيب أن أهم صفة ينبغي أن تطلب في المرأة حسن دينها وخلقها، فإن دينها يدعوها إلى حفظ زوجها وتربية أولادها، وهو الجمال الحقيقي الذي ينبغي أن يهتم به ويعتنى به، وهذا لا يعني إهمال الجمال الظاهر بحيث يكون في المرأة ما يدعو إلى سكن النفس إليها وارتياح النفس لها، وهو من المقاصد التي تنكح من أجلها المرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة لمالها ولجمالها).

ولكنك قد أخبرتنا في استشارتك بأنك رأيتها قبل الخطبة وأعجبتك، وهذا فيه إشارة إلى أن فيها من الجمال ما يدعوك إلى زواجها، ونحن نصيحتنا لك أيها الحبيب بأن لا تهتم بالجمال الزائد، فإن إحساس المرأة بأن فيها نوعا من النقص في هذا الجانب يدعوها إلى محاولة تكميل نفسها والسعي في إسعاد زوجها جبرا لهذا النقص الذي فيها، ومن ثم تعتني بطاعة زوجها وتسارع في إرضائه، بخلاف إذا كانت المرأة ترى نفسها كاملة في جميع جوانبها، فهذا قد يدعوها إلى التكبر أحيانا وقد يدعوها إلى النزاع والشقاق مع الزوج أحيانا أخرى.

ومن ثم فالنصيحة أن لا يبالغ الخاطب في البحث عن الجمال الفائق في المرأة، لكن هذا لا يعني أبدا بأن يتزوج من لا يرغب بها ومن لا تعجبه، فإن النبي عليه الصلاة والسلام أوصى أن ينظر إلى المخطوبة، فقال له عليه الصلاة والسلام: (انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا) لرجل كان قد خطب، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليها؛ لأنه ربما يؤدي هذا إلى نفرته بعد ذلك منها.

وفي حديث آخر حينما أمر الخاطب بأن ينظر إلى المخطوبة، قال: (لعله أن يؤدم بينكما)، يعني: سبب أن تطول الألفة والمودة والعشرة بينكما، ومن ثم جاءت الشريعة بأمر الخاطب بالنظر إلى المخطوبة، فإن رأى فيها ما يدعوه إلى نكاحها وإلا ترك، في هذا نظر إلى المستقبل واعتناء بمصالح الرجل والمرأة حتى لا تقوم الأسرة ثم تتفرق، فينبغي للزوج أن يختار المرأة التي يرى فيها ما يدعوه إلى نكاحها، لكن وصيتنا هي عدم المبالغة بالاعتناء بالجمال، فإذا رأيت في هذه المرأة ما يدعوك إلى نكاحها وكانت ذات خلق ودين فننصحك بأن تستخير الله سبحانه وتعالى ثم تقدم على الزواج، أما إذا كنت قد رأيت فيها ما لا يعجبك أو يزهدك فيها أو يصرفك عنها أو ينفرك منها أو نحو ذلك فالنصيحة أن تتركها في أول الطريق خير لك ولها.

وقد أجبنا ضمنا عن السؤال الثاني وهو: كيفية القضاء على هذا الإحساس إذا كان إحساسك فقط بأنه ليس فيها جمال فائق، فينبغي أن تتذكر دائما أن هذا القصور البسيط في الجمال والنقص فيه سيكون سببا لكمالها في جوانب أخرى، وقل ما تجد إنسانا تكتمل فيه الصفات من جميع الجوانب، فهذا نادر وعزيز، أن تقارن بين المحاسن والمساوئ وأن تستخير الله سبحانه وتعالى، وتقدم على ما ييسره الله لك، نسأل الله تعالى لك التوفيق وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات