رفض والدها من تقدم لخطبتها وقد تجاوزت الأربعين

0 552

السؤال

السلام عليكم.

باختصار .. أنا مطلقة من ليبيا وعمري تجاوز الأربعين، وتقدم لخطبتي رجل من مصر وهو على خلق ودين، ولكن أبي رفض الموضوع وبشدة؛ لأنه لا ينظر للموضوع من الناحية الدينية، ولكن من الناحية الاجتماعية، وأنا بصراحة أريد الزواج بهذا الرجل، وفي نفس الوقت أريد رضا والدي، فماذا أفعل؟

أعينوني أعانكم الله فأنا في حيرة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك التيسير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك.

نحن ندرك أيتها الأخت مدى الظرف الذي تعيشينه وحاجتك إلى الزواج، وهو أمر مشروع لك، وشريعتنا الإسلامية ـ ولله الحمد ـ جاءت لرعاية مصالح المرأة في مثل هذا الموقف في أتم رعاية، وأمر الأب بأن يزوج ابنته إذا تقدم إليها الرجل المناسب، وأن لا يؤخر هذا الزواج ما دامت البنت راغبة فيه، كما أعطت البنت الحق في رفع أمرها إلى القاضي الشرعي إذا امتنع الأب من تزوجيها، ليقوم القاضي الشرعي بتزويجها، ولا يجب على البنت أن تطيع والدها في ترك الزواج إذا كان الزوج مناسبا لها، ومعصيتها له ومخالفتها له في هذا الحال ليست إثما تعاقب عليه في الآخرة، وهذا هو الموقف الشرعي في القضية.

ولكن ليس الحل الشرعي دائما أو القيام بما يجوز هو الحل الأمثل، فإن زواجك في هذه الحال إذا كان من غير رضا الوالد قد يؤدي إلى مفاسد أخرى ليست في حسبانك الآن، كقطيعتهم لك وأنت لا تدرين حقيقة هذا الزوج، ربما يظهر خلاف ما هو عليه فتخسرين أهلك ثم يظهر لك الزوج على خلاف ذلك فتتعرضين لأنواع من المعاناة، ولهذا نصيحتنا لك أن تبدئي أولا بإقناع الوالد ومصارحته بحاجتك للزواج إذا كنت تقدرين على مصارحته، وننصحك كذلك بالاستعانة بكل من له تأثير على الأب من الأقارب كالأم والأعمام والعمات والإخوة الكبار ونحوهم، ويستحسن بأن تستعيني بمن لهم تأثير ديني بمن يقدر على تذكيره بحق البنت في الزواج وحرمة منعها من الأزواج ونحو ذلك، فإذا قبل الأب وزوجك ـ فالحمد لله ـ وإلا فنصيحتنا لك أن تصبري، وهذا ليس واجبا عليك كما قدمنا، كما يجوز لك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي، ولكن لا نحبذ لك الزواج مع مخالفة الأسرة لهذا الزواج لما قد ينشأ من وراء ذلك من المفاسد ما لا تدركينه الآن.

ونسأل الله تعالى أن ييسر لك الأمر، وأن يقدر لك الخير من حيث كان، وكوني على ثقة أيتها الأخت بأن ما يقدره الله تعالى لك هو الخير، وأيضا من المسائل المهمة والقضايا الكبيرة التي نبهنا إليه كتاب الله عز وجل، فإن الإنسان قد يتعلق بشيء ويحبه ويتمناه والخير يكون في خلافه، وكما قال سبحانه وتعالى: (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ))[البقرة:216].

وننصحك باتباع الأساليب السابقة والأخذ بأسباب إقناع الوالد بقدر الاستطاعة، فإن قدرت بعد ذلك على الصبر بدون الزواج فهذا أولى لك وأحسن، وإذا رأيت نفسك غير قادرة على الصبر وأنك تحتاجين للزوج، فقد جعل الله عز وجل لك بابا واسعا للتخلص من هذا الحال الذهاب إلى القاضي الشرعي وأن يتولى زواجك.

نسأل الله تعالى أن يسهل أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات