السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عودتمونا دوما على إجاباتكم الشافية بارك الله فيكم.
دكتورنا الفاضل! ابني عمره (3) سنوات ونصف، لديه مشكلة في التبول، وهي أنه يتبول كثيرا، يعني: في الساعة الواحدة يتبول (3) أو أربع مرات، حتى في الليل يستيقظ وحده، ويدخل كل ليلة مرتين تقريبا أو ثلاث مرات.
أجريت له كل التحاليل البولية، وهرمون الإدرار، وسكر الدم، وزرعا للبول، وصورة إيكو، وكلها سليمة وطبيعية، وأعطانا الدكتور فلاجيل لأسبوع، وبيتادين محلولا للتشطيف، لكن دون فائدة أبدا، فقرر الدكتور أن مرضه نفسي، وأعطاني دواء نفسيا له، طبعا لم أعطه إياه ومازلنا على هذه الحالة.
كلما يريد الحمام يجلس على الأرض ويبدأ بالهز أو يضرب رأسه بالأرض، وإن قلنا له: هي للحمام يجيب: (خلاص عملت حماما) فهو يكره الحمام من كثرة تردده إليه، وخاصة أنه يذهب وحده ويلبس ثيابه وحده، فتجده يفضل اللعب على الذهاب للحمام، وطبعا لابد أن يترك أثرا على ثيابه أثناء هزه وتأخره عن الحمام.
فأرجو مشورتكم وكيفية التعامل معه، مع أنني صرت أتركه ولا أصر عليه بالدخول للحمام، ورغم هذا ما زالت المشكلة.
شاكرين لكم كل جهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روعة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أيتها الفاضلة الكريمة! لابد أن نفرق بين أمرين في حالة ابنك: هل فعلا لديه كثرة في إدرار البول؟ أم أن إدرار البول في المعدل الطبيعي، ولكن الطفل لا يستطيع أن يمسك البول ويتردد على الحمام بكثرة؟
فما دام الطفل يستيقظ وحده في أثناء الليلة ويذهب إلى الحمام فهذا أمر يجعلني أفكر في أنه أمر عضوي، وأرجو ألا يكون ذلك مزعجا بالنسبة لك، الفحوصات -والحمد لله- ممتازة، خاصة هرمون الإدرار، وهذا مهم جدا، ولكن بقي أن يفحص الطفل فيما يخص المسالك البولية، خاصة حجم المثانة لديه، وسيكون من الأفضل أن تذهبي به إلى طبيب مختص في المسالك البولية لدى الأطفال، ولابد أن يحدد حجم المثانة واستيعاب المثانة للبول، وكذلك درجة عمل وفعالية المحبس الذي يكون ما بين بداية السبيل والمثانة، هذه -يا أختي الكريمة- أمور من وجهة نظري ضرورية ومهمة، وهذه الفحوصات التي ذكرتها لك هي فحوصات بسيطة جدا تجعلنا في جانب الاطمئنان إن شاء الله تعالى.
أما الجانب النفسي فهنالك بعض الأطفال تكون لديهم ما نسيمه بالطقوس الوسواسية الرتيبة، أي: الطفل يتعود على نمط من السلوك يظل محافظا عليه ويصاب بالقلق إذا لم ينفذ هذا السلوك، والرتابة الوسواسية تعالج بالتجاهل والتوجيه وبتحفيز الطفل وأن يقوم بفعل مخالف، هذه هي الأمور الأساسية.
الذي أراه بعد التأكد من الناحية العضوية للطفل هو أن نطمئن الطفل دائما وأن نجعله يحس بالأمان، وأن نجعله يقلد الكبار، وعلى سبيل المثال: يمكن أن يعلم أن يفعل مثل أخيه الأكبر أو أي أحد من الموجودين في المنزل، أن يذهب إلى الحمام مرة كل ست ساعات مثلا، ويثبت له جدول على هذا النسق، وحين يقوم بهذا الفعل يحفز عن طريق وضع النجوم في لوحة بالقرب من سريره، وتكون هذه اللوحة مثبتة على الحائط، وحين يحجم الطفل عن الذهاب إلى الحمام وينظر حتى الموعد المحدد نعطيه -مثلا- ثلاثة نجوم وتخصم منه نجمة أو نجمتان حين يذهب إلى الحمام بصورة متواصلة، ولابد أن يشرح للطفل بلغة مبسطة طريقة عمل هذا النظام التحفيزي، وبعد ثلاثة إلى أربعة أيام يستبدل ما اكتسبه من نجوم بهدية بسيطة، هذا التمرين الترغيبي السلوكي من التمارين الجيدة جدا ويناسب هذا العمر.
لا أعتقد أنه من المستحسن أن نعطي علاجا دوائيا للطفل في مثل هذه المرحلة، وأنا غير ملم بالأدوية التي أعطيت له، ولكن الأدوية التي تعطى للتحكم في البول مثل التفرنيل لا تعطى مطلقا قبل سن السبع سنوات، وتوجد أيضا أدوية هرمونية تعطى عن طريق الأنف، وهذه للتحكم في هرمون الإدرار، ولا أرى أن هنالك داعيا لهذا الشيء في هذه المرحلة بالنسبة للطفل، فبعد التأكد من وضعه العضوي تبقى بعد ذلك الجوانب النفسية إن كانت هي السبب، وهذه تعالج حقيقة بالطريقة التي ذكرتها: التجاهل والترغيب والتحفيز وإشعار الطفل بالأمان.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.