تعدد الصداقات أم الاقتصار على علاقة واحدة

0 494

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مستشاري الفاضل أحسن الله إليك، لدي مشكلة أعاني منها كثيرا، أنا شاب عمري 18 عاما، لدي أصدقاء عددهم ثمانية تقريبا، ولكن لدي صديق من بينهم هو أقربهم إلي، وأحس أنني أحبه كثيرا، وهو كذلك أيضا، ولكن ينتابني شعور أحيانا بأنه لا يحبني، أو ينظر إلي بأنني شيء ثانوي في حياته، ولست شيئا رئيسيا كما أنظر إليه أنا، وأجرح وأتحسس من أبسط الكلمات التي يقولها، وغالبا ما يكون ببالي، وأحس أحيانا بأنه يحب بقية الأصدقاء أكثر مني، مع أنه أقربهم، فأصبحت في هم في الليل والنهار.

أرجو منكم المساعدة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فقد أسعدني وجود هذا العدد من الأصدقاء عندك، وأتمنى أن تكون صداقتكم على أساس التقوى والإيمان؛ لأن كل أخوة وصداقة لا تقوم على الإيمان والتقوى والتواصي بالحق والصبر، تتحول إلى وبال على أهلها، قال تعالى: الإخلاء يومئذ ((الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين))[الزخرف:67].

ونحن في الحقيقة نشجع مسألة تعدد الأصدقاء، ونتوجس من الصداقات الضيقة، ويزداد الخوف إذا قامت الصداقة على المظاهر الخادعة والمصالح العاجلة؛ لأن ما كان لله اتصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع.

وأرجو أن لا تنزعج مما يحصل، والتمس لأخيك الأعذار، واحرص على الاقتراب من إخوانك الآخرين، واعلم أنه لا خير في ود يجيء تكلفا، واعلم أن الإنسان قد يكون مشغولا أو مهموما، وإذا وصل الجفاء لدرجة تدل على أن في الأمر شيء فيمكن أن تصارحه وتبحث معه الأسباب، ونقترح عليك أن تحب جميع أصدقائك، وأن تزيد في حب المطيع لله منهم، وأن تكره في العصاة عصيانهم لله.

ولا يخفى عليك أن المسلم مطالب بأن يصلح ما بينه وبين الله؛ لأن المعاصي والذنوب من آثارها وأضرارها حصول النفور، حتى كان السلف يقولون: (ما وجد خصام بين صديقين أو زوجين إلا بذنب أحدثه أحدهما) والعاقل يخاف من الذنوب ومن آثارها وثمارها المرة.

ولعلك توافقنا على أن حصول الفتور في العلاقات قد تكون له أسباب خارجة عن أطر العلاقة نفسها، وأداء الإنسان وحضوره الاجتماعي يتأثر جدا بالنواحي النفسية والمالية وغيرها.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بضرورة الإحسان لهذا الصديق، وتذكر أن الوفاء من شيم الكرماء، وأرجو أن تكثر من الدعاء لنفسك ولصديقك، واجتهدوا في أن تكون العلاقة لله وبالله وعلى مراد الله، وإذا كانت الأخوة لله فإن الإنسان يؤجر على كل ما يتعلق بها، وبشرى للمتحابين في الله بظل الله يوم لا ظل إلا ظله.

نسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم، وأن يجمعنا بكم في صحبة رسولنا صلى الله عليه وسلم مع الذين أنعم الله عليهم.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات