السؤال
أود السؤال عن كيفية تربية الأطفال في الإسلام بشكل علمي ونفسي جيد، وعلى أسس علمية ونفسية، فمثلا: أريد أن أذكي فيه روح وأخلاق الإسلام، وأن يكون سويا نفسيا، فماذا أفعل؟ وكيف أستطيع أن أحبب له شيئا معينا أو فعلا معينا كحب الصلاة، والذهاب للمسجد، أو القراءة، أو شرب اللبن، أو حب الدين والعمل بما فيه؟
وجدت أحد الأقرباء والأصدقاء كان يعاقب ابنه وعمره 6 سنوات بعدم الذهاب للمسجد، وآخر يعاقب ابنه ذا السنتين بعدم شرب اللبن، فكيف لهم أن يفعلوا ذلك؟
كيف لي أن أعلمه اقتفاء أثر صحابي ما، يتشابه اسمه مع اسمه، بحيث يكون له قدوة حسنة في حياته، بدلا من أن يكون قدوته مغن أو لاعب؟ كيف لي أن أربي ابني نفسيا وأخلاقيا، فيكون خير سفير لدين الله شكلا ومضمونا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Akram حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك كثيرا لاتخاذك المنهج الإسلامي التربوي لتنشئة أطفالك، وأقول لك: إن الإنسان هو دائما وليد بيئته، ويتأثر بها .. لا شك في ذلك، وإذا هيأت البيئة الإسلامية الصحيحة للطفل فهذه أفضل الوسائل التعليمية، ولابد أخي الكريم أن نراعي المراحل العمرية، وهناك كتاب ممتاز للدكتور مأمون مبيض باسم (أولادنا من الطفولة إلى الشباب) فيه الكثير من الإرشاد التربوي الذي أراه مفيدا جدا، فحاول أن تتحصل على هذا الكتاب، وهو متوفر في الكويت حسبما أعرف.
بخصوص أن يتخذ الطفل قدوة، هذا أمر هام وضروري جدا، ويجب أولا أن نشعر الطفل بالأمان، وذلك من خلال تحفيزه وتشجيعه، وأن نجعل الطفل في رفقة الآخرين، وهذا أمر هام، والطفل بعد عمر الرابعة أو الخامسة يستطيع أن يستوعب أمورا كثيرة، خاصة فيما يتعلق بالخطأ والصواب.
أخي! من أفضل الوسائل التربوية أن أتخيل نفسي في مرحلة طفولية، أي أن ألاعب ابني، وأنزل إلى مستواه العمري، وألاطفه، وأقبله، وأعطيه الأمثلة، وأدخل معه في نوع من الدراما التمثيلية التربوية، فالطفل يحب ذلك ويأخذ منه، ويقتبسه، ويتقمصه بصورة إيجابية جدا، فاللعب وسيلة عظيمة جدا لتربية الأطفال، ويمكن أن تعطيه أمثلة من التاريخ الإسلامي بصورة مبسطة.
أيضا: حاول أن تنمي القيم لدى الطفل كقيم الصدق والأمانة، وهذا أيضا من خلال حكاية القصص المبسطة التي تناسب استيعابه، وأن نطبق معه ما يمكن أن نسميه من التمثيل أو الدراما، وأن نعطيه الفرصة لأن يعبر، فهذا كله يساعد الطفل كثيرا.
بالنسبة للصلاة، فلابد أن تكون هنالك قدوة صحيحة للصلاة، فهذا مهم جدا، والأطفال يحبون الصلاة، وهذا شيء من الفطرة التي لديهم، ولكن بكل أسف كما ذكرت وتفضلت، كثير من الناس مناهجهم التربوية لا تشجع، بل تنفر الطفل من أن يتعلم ما هو مفيد بالنسبة له، والطفل حين يصل إلى مرحلة عمرية معينة يجب أن نعلمه حقائق الحياة فيما يخص تكوينه وأعضاءه الجسدية وأعضاءه التناسلية، والبعض ينفر من كلمة التربية الجنسية، ولكن يجب أن لا نفر منها أبدا، بل يجب أن نجعلها في الإطار الإسلامي، وهذا أيضا يفيد أطفالنا.
بالنسبة للمنظومة القيمية للطفل، فكما ذكرت لك أخي الكريم: يمكن أن يدرب الطفل على الصدق، وعلى الأمانة، وعلى الإيثار، وذلك من خلال الحديث معه، بأن نشرح له، وأن نشجعه، وأن نعطيه الأمان، فإشعار الطفل بالأمان هو أمر تربوي مهم وضروري جدا.
أتفق معك أخي الكريم أننا الآن نواجه الكثير من المصاعب في تربية أولادنا، فالأب أو الأم لا يعتبران المربيان الوحيدان، فالشارع يربي، والمدرسة تؤثر.. إلى غير ذلك من المؤثرات، ولكن ينبغي أن أكون قريبا لطفلي، وأن أشرح له حتى الأشياء البغيضة والسيئة والمفروضة في المجتمع بلغة طيبة وجيدة، وأن أجعله ينتبه؛ لأن فطرة الطفل السلمية سوف تضعه -إن شاء الله- على المسار الصحيح.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.
_______________________________________________
ولمزيد فائدة يمكنك أخي مراجعة هذه الروابط:
2594 - 243253 - 2961 - 279624