السؤال
أنا حائرة في أمري، تزوجت منذ ستة أشهر تقريبا، زوجي يقيم في الخارج ولا يهتم بي ولا ينفق علي، من يوم رحيله لا يتصل بي إلا قليلا، ولم يترك لي سكنا أقيم فيه، أقيم حاليا في منزل أهلي، وعدني بأشياء كثيرة ولم يفعل شيئا، فماذا أفعل؟
أنا حائرة في أمري، تزوجت منذ ستة أشهر تقريبا، زوجي يقيم في الخارج ولا يهتم بي ولا ينفق علي، من يوم رحيله لا يتصل بي إلا قليلا، ولم يترك لي سكنا أقيم فيه، أقيم حاليا في منزل أهلي، وعدني بأشياء كثيرة ولم يفعل شيئا، فماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Oum-ali حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدك بالصبر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث: (وما أعطي أحد عطاء خيرا له وأوسع من الصبر).
نحن نقدر أيتها الأخت ما تعانينه من الضيق بسبب بعد زوجك عنك وتقصيره في القيام بحقوقك عليه، ولكننا مع هذا نوصيك أولا بمحاولة التماس العذر لزوجك، فنحن لا ندري ما هي ظروفه التي حالت بينه وبين الاتصال بك أو الإقلال من الاتصال، هل هي النواحي المادية أو غير ذلك، كما لا ندري أيضا ما هو سبب تقصيره في إرساله النفقة إليك، فلو حاولت أن تلتمسي له الأعذار وتبدئيه أنت بالاتصال إن قدرت على ذلك أو بإرسال الرسائل إليه، ويا حبذا لو كانت رسائل بعبارات الحب والاحترام ونحو ذلك، فإن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.
كما نوصيك ثانية أيتها الأخت بأن تصبري على هذا الزوج بقدر الاستطاعة ما دام يرجى منه إصلاح حاله والرجوع إلى الوفاء بما يجب عليه، فإن هذا خير من فراق المرأة لزوجها، وقد أرشد الله عز وجل إلى الصلح حين تخشى المرأة من تقصير زوجها في بعض حقوقها، فقال سبحانه وتعالى: (( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير ))[النساء:128] فالصلح خير من الفراق.
فإذا كنت تقدرين على الصبر فهذا خير من فراق الزوج بالكلية، ولكن مع هذا ينبغي أن تستعيني بأساليب النصح لهذا الزوج وتذكيره بحقوق الزوجة عليه، وأنه مسئول عن هذا أمام الله تعالى، فاستعيني بالأقارب إذا كان لك أقارب يستطيعون التواصل معه ويذكرونه بهذا المعنى، أو أن ترسلي له بعض الكلمات التي فيها تذكير بشيء من هذا، فلعل الله عز وجل أن يقلب قلبه، فإن قلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
نوصيك أيتها الأخت بأن تجتهدي بتحسين علاقتك بالله تعالى واللجوء إليه بصدق واضطرار، وتحسني الظن بالله سبحانه وتعالى، فأكثري من الصلوات والاستغفار، فإن الاستغفار سبب جالب لكل خير، قال الله سبحانه وتعالى: (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ))[نوح:10-12].
فأكثري من الاستغفار لله تعالى، ودعائه باضطرار وإلحاح، بأن يجعل لك فرجا ومخرجا من كل ضيق، وأن يصلح زوجك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وتحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، والدعاء أثناء السجود، وبين الأذان والإقامة وبعد قراءتك للقرآن، وكوني على ثقة بأن الله سبحانه وتعالى سيفتح لك أبواب الطمأنينة والسعادة على مصاريعها بسلوكك لهذا الطريق.
وإذا ضاق بك الأمر واستمر الزوج على تقصيره فمن حقك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليلزمه إما بأن يقوم بواجبه لك وإما أن يطلق، وفي بعض الأحيان حين يتعذر استمرار الحياة الزوجية يكون الطلاق حلا سليما، فقد وعد الله سبحانه وتعالى الزوجين بأن يغني كل واحد منهما من فضله إذا تفرقا حين يتعذر الاستمرار، قال سبحانه وتعالى: (( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ))[النساء:130] فالله عز وجل كريم وهاب، وبيده خزائن السموات والأرض، ويده سحاء الليل والنهار لا تغيضها نفقة، فأحسني الظن بالله سبحانه وتعالى وأنه قادر على أن يغنيك ويكفيك بحلاله عن حرامه، فعلقي قلبك بالله، وأكثري من مناجاته ودعائه، فسيجعل لك من كل هم فرجا، فقد قال سبحانه وتعالى: (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب ))[الطلاق:2-3].
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.