النجاح والتفوق في الدراسة الأكاديمية لا يقتصر على الكليات الرفيعة فقط

0 376

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من مشكلة كبيرة بالنسبة لي، وهي أنني عندما دخلت الثانوية حلمت بأنني عندما أتخرج سوف أدخل مجال الطب، كنت كل يوم أحلم بهذا المجال، وتخرجت من الثانوية ولم أستطع دخول المجال الذي أحبه، حاولت بكل الطرق ولكني فشلت، لدرجة أنني لم أستطع دراسة شيء آخر، أحب هذا المجال بجنون، وبسبب حبي لهذا المجال بجنون ضاعت من عمري سنة لم أستطع دراسة شيء آخر.

ماذا أفعل؟ أريد حلا، هل توجد طريقة لكي أتخلص من هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

نقطة التحول الرئيسية بالنسبة لك هي أنك لم تتحصلي على المجموع الذي يدخلك إلى كلية الطب، ويجب أن تواجهي هذه الحقيقة بكل عقلانية وبتفكير جاد، ويجب أن تعتبري أن هذا أمرا تحبينه ولكن إذا كان فيه خيرا لكتبه الله لك.

ومن الواضح أن هذا الأمر لا أقول أنه ليس بمقدورك ولكن ليس من نصيبك، وهو ليس موت أو حياة، وهو أمر من أمور الدنيا ربما تجدين خيرا كثيرا في مجال آخر وفي تخصص آخر، وأنا لا أريد أن أهبط همتك، ولكن أقول لك أن دراسة الطب في حد ذاتها لا أرى أن عائدها في الوقت الحاضر مثل ما كان عليه سابقا هي دراسة طويلة وشاقة، وأصبح مستوى التنافس فيه عال جدا، وأؤكد لك أن الكثير من الذين درسوا الطب وتخرجوا من كلية الطب قد تأسفوا على ذلك كثيرا، وذلك حين واجهتهم مشاكل التخصصات وكيفية اختيار التخصص وأين مكان هذا التخصص، وقلة الفرص والتنافس الشديد، وأعرف من زملائي من تخرجوا من كلية الطب وبعد ذلك تركوا ممارسة الطب تماما، وفيهم من ذهب إلى التجارة وفيهم من ذهب إلى إدارة الأعمال الخاصة، وشيء من هذا القبيل، وليس هناك ما تأسفي عليه، والأمر المهم هو أن تجتهدي في الدراسة التي سوف تتاح لك، كل شيء إذا أجاده الإنسان وأتقنه أعتقد أنه سيكون سعيدا ويرضى عن إنجازه في نهاية الأمر.

ونحن في الإسلام لدينا أفضل معايير الجودة، كما في الحديث النبوي الشريف: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) والإتقان هو أكبر معايير الجودة، والتي كثر الحديث عنها في هذا الزمان، والإنسان عليه أن يقوم بالعمل الذي يتقنه - أيا كان نوع العمل وهذا بالطبع يشمل مجال الدراسة - والمقياس ليس ما أتمناه أو ما أريده، إنما المقياس الحقيقي للأمور هو أن أجيد ما أقوم به.

وأعتقد أنه لا توجد لديك مشكلة، فقط انظري إلى الأمور بمنطق، وما ذكرناه لك إذا أخذت به سوف يكون كافيا جدا للإقناع، ولا أعتقد أنه قد فاتك شيء، وإن شاء الله الخير كله فيما سيأتي.

وبالله التوفيق والسداد.


مواد ذات صلة

الاستشارات