مرض الاضطراب الوجداني .. وكيفية معالجته

0 408

السؤال

أنا شاب بعمر 27 عاما، أعاني من مرض نفسي يسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، مصحوبا بوساوس قهرية، جعلني أستقيل من عملي، وكان راتبي عاليا جدا في إحدى دول الخليج، وتركت عملي ورجعت لبلدي وذهبت لطبيب نفسي، نصحني بأن لا أسافر وأظل في بلدي بجانب أهلي، ولكن أهلي ضغطوا علي بالسفر وسافرت، ولا أعلم كيف سافرت، ورفضت كل الوظائف لأني أعلم جيدا بأني لن أستطيع التعايش في الغربة مع هذا المرض اللعين.
أحلم بالرجوع إلى أهلي ولكن أهلي يضغطون علي ويعلمون بأني متعب، ولكنهم لا يبالون الآن، أنا مثل الميت لا أفكر بشيء سوى الموت، لا أستطيع النوم، لا أستطيع التفكير في أي شيء، ويشتد علي المرض مع الهوس في الكلام.

أريد حلا، مع العلم بأني لو رجعت لبلدي من الممكن أن أتسبب في إيذاء نفسي كثيرا، أفتوني فأنا أتمنى الموت يوميا، وهل لو رجعت لبلدي وحدث لي أي شيء، هل سوف أتحمل ذنبه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


أنت تعاني من حالة نفسية ذهانية معروفة، وإن كان حقا تشخصيك هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، فأنا أخي الكريم أبشرك تماما هذا الدواء أصبح الآن في متناول العلاج بنسبة عالية، وإن كنت في أي بلد، العامل المهم الأساس والرئيسي والمعيار الحقيقي للتعافي هو الالتزام التام بتناول الأدوية.

توجد أدوية فعالة جدا، مثل عقار الليثم والدبكين والتقرتول والسيركويل، وهذه يا أخي الكريم غيرت حياة الناس تماما، وخاصة بالنسبة لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

أخي الكريم النقطة الأساسية من وجهة نظري هي أن تلتزم بالعلاج الدوائي، وأن تراجع الطبيب، وهذا إن شاء الله سوف يجعلك في حالة استقرار، وحين يأتي الاستقرار النفسي تستطيع أن تواجه ظروفك الحياتية، وأعتقد أن هذه هي النقطة الأولى التي يجب أن تركز عليها.

في نفس الوقت حاول أن تحقر فكرة الوساوس، وأنت لم تسترسل كثيرا حول طبيعة هذه الوساوس، فالوساوس دائما تعالج بالتجاهل وبالتحقير وبأن تربطها بأفكار وبأفعال منفرة، وبأن تستبدلها بأفعال وأفكار مخالفة لها، ولابد أن تكون إيجابيا في تكفيرك، وأنت الحمد لله تعالى في قمة شبابك، وهذا هو وقت الطاقات النفسية والجسدية، وعليك أيها الفاضل الكريم أن تنظم وقتك، وأن تكون لديك رغبة في العمل، وعليك بوضع أهداف في الحياة وتحاول أن تصل إليها، وعليك بالصلاة في وقتها وتلاوة القرآن والدعاء والذكر، ومصاحبة الطيبين والصالحين، هذه كلها إن شاء الله تفتح لك آفاقا جديدة من التعايش.

ما أسميته بالغربة لا أعتقد أنها غربة الآن، حيث أن التواصل قد أصبح سهلا وفي كل بلاد الدنيا حين يذهب يجد أنه يتعايش معهم، ويكون له إخوة وأحبة، هذا من وجهة نظري، وأما إذا صعبت عليك الأمور ولم تستطع التعايش فعليك أن تشرح لأسرتك، ويجب أن تخبر أهلك برأي الطبيب وليس برأيهم أو برأيك إذا كان هنالك شيء من عدم الثقة فيما تقوله، هنا أعتقد أن رأي الطبيب سوف يكون هو الرأي الفصل، وكل الذي أدعوه هو التفكير الإيجابي، وهو أن تعرف أن الاضطراب الوجداني الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يمكن علاجه بصورة فاعلة.

أسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات