تردد شاب في بناء بيت الزوجية ودخول الحياة الزوجية

0 562

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في السابعة والعشرين من العمر، أريد أن أتزوج، ولكن المشكلة أنني لا أملك بيتا، وبنفس الوقت أستطيع استئجار بيت كبير خاص لي ولزوجتي -إن شاء الله-.

أنا في صراع مع نفسي بين الزواج الآن، أو الانتظار أربع سنوات أخرى لتوفير النقود لبناء بيت، وكما تعلمون ففي هذه الأيام البناء مكلف في الأردن، وبنفس الوقت أريد تكوين أسرة، ولا أريد التأخر في الزواج، فأنا أبحث عن الاستقرار النفسي، ولا أخفيكم أنني أعاني أيضا من احتقانات والتهابات متكررة في البروستاتا؛ بسبب التفكير الزائد في الجنس.

الرجاء أريد مشورتكم: هل تنصحونني بالزواج أم الانتظار؟ وهل صحيح أن الذي ينوي الزواج يفتح الله عليه الرزق ويوفقه في سعيه؟

شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك لاتخاذ القرار الصائب المناسب الموفق.

بخصوص ما ورد برسالتك أخي الكريم أقول لك: لقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (ثلاثة حق على الله عونهم) ومن هؤلاء الثلاثة (الرجل يريد العفاف) والذي يقتضيه العقل والمنطق والشرع ما دمت قادرا على أن تستأجر بيتا أن تتوكل على الله وأن تعجل بالزواج؛ لأن الزواج -بارك الله فيك- أمره أعظم من البيت، فما دامت لديك القدرة على أن تستأجر بيتا حتى وإن كان بيتا صغيرا، وما دامت هناك الزوجة الصالحة الطيبة المباركة التي تقبل بك زوجا، وتكون عونا لك على طاعته، فلا تقصر ولا تتأخر؛ لأنك الآن وصلت إلى سن ليست بالهينة، وكان من الممكن أن يكون لديك الآن عشرة من الأبناء، فإنك تعلم أنك دخلت عالم الرجولة منذ خمسة عشر عاما، فأنت الآن في السابعة والعشرين، ومعنى ذلك أنك أضعت فترة ليست بالقصيرة من عمرك، والأمة الإسلامية في حاجة إلى أبناء صالحين من رجل صالح مثلك - ولا نزكي على الله أحدا - .

عجل -بارك الله فيك- بالزواج في أقرب فرصة ولا تتأخر، وبإذن الله تعالى زوجتك سوف تأتي ويأتي رزقها معها؛ لأن الله تبارك وتعالى جعل لكل نفس رزقا، ورزق هذه الفتاة الآن مع أبيها أو مع أخيها أو مع الذين تقيم معهم، وعندما تأتي إليك وتصبح زوجة لك سوف ينتقل رزقها إلى رزقك، وبذلك يتسع رزقك، وكم من امرأة تزوجت رجلا فقيرا فجعل الله غناه بسببها ووسع رزقه؛ لأن رزقها كان موسعا فوسع الله عليه، وأصبح من فضل الله تعالى من الميسورين، بل ومن الأغنياء.

توكل على الله واستعن بالله ولا تتأخر، وابدأ البحث عن الزوجة الصالحة، واستأجر بيتا تقيم فيه معها، وبإذن الله تعالى في المستقبل مع بركة الصلاح والديانة، وبركة العفة والفضيلة، وبركة طاعتك لله واستقامتك على منهجه، سوف يوسع الله رزقك، وتبني بدلا من البيت بيوتا، فتوكل على الله وعجل بالزواج؛ لأنه من الحاجيات اللازمة لكل رجل، بل أحيانا من الضرورات التي تقوم بها الحياة، خاصة وأنك تعاني من بعض الأمور المتعلقة بعالم الجنس.

توكل على الله، وأبشر بفرج من الله قريب، واعلم أن الله سيوسع رزقك وييسر أمرك، على قدر إقبالك، وعلى قدر اختيارك للزوجة الصالحة التي تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وأنا أسأل الله تعالى أن يمن عليك بزوجة صالحة، وأن يوسع رزقك، وأن ييسر أمرك، وأن يرزقك بذرية صالحة مستقيمة تكون عونا لك في الحياة، وتكون حجابا لك من النار يوم القيامة.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات