توجيه لفتاة تقدم لها الشخص المناسب لكنه أصغر منها سناً

0 477

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أتمنى منكم أن تتفهموا نفسيتي، وترشدوني للرأي السديد، ففقد أتعبني التفكير.

أولا: سأتحدث عن نفسي، فأنا أكبر إخوتي، ولذلك نشأت على تحمل المسئولية رغم وجود والدي، إلا أنني أشعر أنهم أبنائي لا إخوتي، ولم أترب على الدلال، ولذلك كنت أشعر دائما بأنني أكبر من عمري، فأنا لم تبدر مني تصرفات طائشة، وفي حياتي دائما يلقبونني بالحكيمة، والدي حنون إلا أنه من النوع الصامت، فهو لا يتحدث إلينا، ويعاملنا بشيء من الرسمية.

لم أقم علاقة طائشة مع أي شخص رغم الفتن، والسبب أنني أريد أن تكون مشاعري الأولى لزوجي فقط، فأنا ملتزمة ولله الحمد.. هذا ما أحببت ذكره عن نفسي حتى تتصوروا شعوري.

تقدم لخطبتي شاب أفضل مما حلمت، فهو ملتزم، ويخاف الله، وموظف، ومتحمل للمسئولية، فهو القائم بشئون أهله بعد وفاة والده، إلا أنه أصغر مني سنا، وربما أجمل شكلا، فهو في بداية العشرينات، وبيننا أكثر من 3 سنوات، وأهلي يجدون أن رفضي ليس منطقيا، فهم يرونه فرصة قد لا تتكرر، خصوصا أنني أحيانا يمر العام دون أن يتقدم لي شخص، وسبب رفضي هو عمره، فأنا أخشى أن تكون مشاعري تجاهه مشاعر الأخت لا الزوجة، ولا أتقبله نفسيا؛ لأن حلمي دائما أن أتزوج شخصا يكبرني ويدللني، إضافة أنني أخشى أن يندم مستقبلا، رغم أنه يعلم الآن بفارق العمر وهو متمسك بي.

ما هو الرأي الصائب في هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sss حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوج الصالح، ونحن نشكر لك علو همتك ورجاحة عقلك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحا.

لا شك -أيتها الكريمة- أنك محظوظة -إن شاء الله تعالى- في أن وفقك الله ويسر لك هذا الخاطب الذي ذكرت ما فيه من الصفات الجميلة، ونصيحتنا لك بأن لا تترددي في قبوله ما دام صاحب خلق ودين، ولا تجعلي فارق السن عائقا دون القبول، ولا تتخوفي من عدم إمكان التواؤم والتفاهم بينكما، فإن كثيرا من الزيجات يكتب لها النجاح، وتبنى بها أسر قوية متماسكة متوادة، وتنشأ بينهما الأبناء والبنات في أحسن حال، مع وجود فارق سن بين الرجل والمرأة، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها مع وجود فارق كبير في السن، فهي في الأربعين من عمرها وكان عمره صلى الله عليه وسلم خمسة وعشرين عاما، وقد رزق منها أبناؤه وبناته عليه صلوات الله وسلامه، وكان شديد الحب لها والتعلق بها حتى بعد مماتها، فليس صحيحا أنه لن يحبك أو سيندم على الزواج بك لكونك أكبر منه ثلاث سنين كما ذكرت.

نحن ننصحك بأن تتركي هذا الوهم، وأن تستخيري الله سبحانه وتعالى وتقبلي بهذا الخاطب دون تردد، فإن الفرص فعلا ينبغي أن لا تضيع، فإن الأخذ بالأسباب مما أمرنا الله سبحانه وتعالى به، فلا ينبغي أن نعطل الأسباب وننتظر النتائج دون أخذ بها، فنصيحتنا لك أن تستخيري الله سبحانه وتعالى وتقدمي على القبول، ونأمل -إن شاء الله تعالى- أن تبشرينا في مستقبل الزمان بأخبارك الخيرة الطيبة.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات